بريطانيا تمنع ذهب فنزويلا عنها!
يحجز بنك إنكلترا على 31 طناً من ذهب فنزويلا، بقيمة 1,2 مليار دولار وذلك بعد أن طالبت حكومة الرئيس الفنزويلي مادورو، البنك المركزي البريطاني بهذه الاحتياطيات الفنزويلية المودعة لديه... ولهذا الامتناع أبعاد قد تطال مركز إيداع الذهب العالمي في لندن.
أتى الحجز البريطاني بعد أن طالبت الولايات المتحدة، عبر وزير خارجيتها، أن تحول بريطانيا هذه الأموال إلى رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، الذي اعترف به الرئيس الأمريكي، كرئيس لفنزويلا، بعد أن أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً.
إنّ قيام بريطانيا بهذه الخطوة قد يعني عملياً، إنهاء آخر ميزات الاقتصاد البريطاني على اعتباره مركزاً مالياً عالمياً، يفترض أن يدّعي الحيادية.. وهي إشارة إلى كل دولة عبر العالم، لديها مشاكل مع الولايات المتحدة، لتخرج أموالها وذهبها من المركز المالي البريطاني، لأنه لم يعد مكاناً آمناً، وهو مباشرة تحت السيطرة الأمريكية... وفق ما قاله البرفوسور ريتشارد وولف، معتبراً أن هذا واحد من أهم تعبيرات شدة الأزمة في بريطانيا وغيرها، إذ لم تعد تستطيع أن تلعب دور القوة المالية الحيادية.
ويعتبر بنك انجلترا، وهو البنك المركزي البريطاني، بنكاً مستقلاً عن الحكومة البريطانية، كما أغلب البنوك المركزية عبر العالم. ولكن الإجراء الحالي يوضح تبعية هذا البنك المستقل، للمركز المالي والسياسي الغربي في الولايات المتحدة. ونزع قناع الحيادية هذا عن بنك انجلترا، قد يعني أثماناً غالية، تطال مصداقية أهم مراكز إيداع الذهب العالمي، الذي تعتبر لندن مركز بورصته وتسعيره العالمي.
يُذكر بأن احتياطيات فنزويلا من الذهب قاربت 150 طناً في مطلع عام 2018، وانخفضت إلى 132 طناً في شهر 11-2018، بعد أن بدأت فنزويلا باللجوء إلى بيع الذهب لشراء المستلزمات الأساسية. وفي الأزمة الحالية يدور الحديث عن بيع 29 طناً إضافياً إلى الإمارات العربية المتحدة مقابل كاش يورو.