142 مليون أوروبي في «خطر الفقر»
تخفي الإحصائيات الأوروبية الرسمية، المستوى المقلق للفقر وعدم المساواة في أوروبا. وبين التصريحات الرسمية والتقديرات الأكاديمية الأخرى، فروقات بملايين السكان.
حتى بالمستويات الرسمية المخففة فإن نطاق الفقر الأوروبي خطير، ويهدد التماسك الاجتماعي والسياسي لأوروبا، هذا ما أشار إليه تقرير الفقر واللامساواة في أوروبا الصادر عن The Friedrich Ebert Foundation المنظمة البحثية التابعة للحزب الحاكم الألماني.
يعتمد أكاديميون أوروبيون على آلية تقدير مختلفة منذ عدة سنوات، لقياس الفقر العام واللامساواة على مستوى أوروبا ككل، تأخذ بعين الاعتبار اختلافات الدخل، داخل كل بلد، وبين كل بلد وآخر، ليرتفع وفق الطريقة المعدلة، رقم الفقر العام في أوروبا عن مستوى الإحصائيات الرسمية.
تقدر معدلات الفقر في دول الاتحاد الأوروبي وفق الأرقام الرسمية، بنسبة 17,3%، وحوالي 86 مليون مواطن أوروبي تحت عتبة خطر الفقر. ومقابل هذه التقديرات الرسمية عن التقديرات الأخرى لكامل أوروبا تشير إلى أن النسبة الإجمالية هي 28,2% وحوالي: 142 مليون مواطن أوروبي، من أصل أكثر من 500 مليون، في دول الاتحاد الأوروبي الـ 28.
يقيس الأكاديميون عتبة خطر الفقر، عند دخل سنوي: 9670 يورو سنوياً، وقرابة 800 يورو شهرياً. وهي محسوبة على أساس نسبة 60% من الدخل الوسطي في أوروبا، فمن يحصل على أقل من هذا الدخل هو ضمن دائرة خطر الفقر، ومن يتجاوزها فهو خارج هذه الدائرة.
ووفق هذا المعدل، فإن كل سكان بعض الدول الأوروبية، وتحديداً في أوروبا الشرقية، هم في دائرة خطر الفقر كما في رومانيا وبلغاريا الدولتين اللّتَين نسبة 100% من سكانهم يحصلون على دخل وسطي أقل من الدخل الوسطي المقدر لمجمل أوروبا.
وترتفع نسبة الفقر في دولة مثل التشيك مثلاً، من 25% وفق الأرقام الرسمية إلى 80% في التقديرات المعدّلة، وترتفع النسبة في ألمانيا من 16% رسميا، إلى 20% وفق الأرقام المعدّلة.
تقسم الحسبة الأكاديمية سكان كل بلد إلى خمس فئات، بنسبة 20% من السكان لكل فئة. ليتبين أن الفقر الأوروبي يتركز بطبيعة الحال في أوروبا الشرقية، ويطال نسباً هامة في دول أوروبية مركزية وغنية مثل: ألمانيا وهولندا وبريطانيا وإيطاليا.
أما في تقدير اللامساواة، فإن التقرير يشير إلى أن الفرق بين الدخل الوسطي لأغنى 20% وأفقر 20% على مستوى أوروبا ككل، يقارب عشرة أضعاف، بينما وفق التقديرات الرسمية فإن الفرق بين الـ 20% الأغنى والأفقر يقارب 5 أضعاف فقط.
أما في عام 2015 فإن تقديرات المركز ذاته، كانت تشير أن الخمس الأفقر في رومانيا، وهي الدولة الأفقر أوروبياً، يحصلون على دخل سنوي لا يتعدى 685 يورو، بينما الخمس الأغنى في أوروبا فيتمركزون في لوكسمبورغ، ويحصلون على دخل سنوي وسطي 74 ألف يورو، بفارق 10 آلاف بالمئة!
الجدول التالي يوضح توزع الدول الأوروبية على نسب الفقر التقريبية لسكانها:
*خطر الفقر: من يحصلون على دخل سنوي أقل من 9670 يورو، وحوالي 800 يورو شهرياً.