المازوت والبنزين  رابحان...

المازوت والبنزين رابحان...

شهد 2017 استعادة الجزء الأكبر من الآبار النفطية والغازية في الوسط والشمال الشرقي لسورية، وانعكس هذا توسعاً في إنتاج النفط والغاز، ورغم أن عمل هذه الآبار بطاقتها السابقة كلها هو عملية تدريجية مرتبطة بظروف ترميم الأضرار، وبناءً على متابعة التصريحات الحكومية حول الموضوع يمكن تقدير قدرة الإنتاج المحلي على تغطية الحاجات,

تمت استعادة العديد من الآبار النفطية: حقول الثورة في الرقة، التيم والخراطة في دير الزور، وقبلها الشاعر وآراك في حمص وعادت للإنتاج، وقد ساهم هذا بتحسن ملحوظ في الإنتاج النفطي من 8 ألاف برميل يومياً في 2016 وصولاً إلى 24 ألف برميل يومياً في 2017 وفقاً لآخر التصريحات الرسمية، ليكون مقدار الزيادة 16 ألف برميل يومياً وبنسبة زيادة 200% عن قدرة الإنتاج النفطي المحلي في 2016 

استهلاك المحروقات + 30%

كما شهد العام الجاري 2017 زيادة في استهلاك المشتقات النفطية الرئيسة وفقاً لتصريحات وزارة النفط خلال عام 2017 بنسبة وسطية 30% عن عام 2016، توزعت وفق الآتي:

المازوت: 1,8 مليار لتر بوسطي استهلاك 5 ملايين لتر يومياً خلال 2017، مرتفعاً عن عام 2016 بنسبة 12,5% حيث كان الاستهلاك 1,6 مليار لتر سنوياً، و4,5 مليون لتر يوميا،

البنزين: ارتفع الاستهلاك من 1,4 مليار لتر في 2016 وصولاً إلى 1,6 مليار لتر بوسطي استهلاك يومي 4,5 مليون لتر في 2017 بزيادة قدرها 14%,

الفيول: ارتفع الاستهلاك من 1,5 مليون طن في 2016 وصولاً إلى 2,5 مليون طن، وباستهلاك يومي حوالي 7 آلاف طن خلال عام 2017، بزيادة قدرها مليون طن وبنسبة 66% أي أن الزيادة في استهلاك المشتقات الرئيسة الثلاثة: الفيول والمازوت والبنزين وسطياً 30% بين عامي 2016- 2017

ربع المشتقات النفطية 

من الإنتاج المحلي

يعطي برميل النفط المنتج محلياً عند تكريره حوالي 53 لتراً مازوت، و60 لتراً بنزين، وحوالي 46 لتراً من المشتقات الأخرى، بناء على المعدلات الوسطية العالمية وعلى المعطيات السورية قبل الأزمة (الياس نجمة_ في عمق الموازنة السورية دعم المحروقات حسابياً وليس فعلياً 2011). فما هي إمكانات النفط الخام التي يمكن أن تكررها المصافي السورية لتنتج المشتقات محلياً؟

بين النفط المنتج محلياً، والمكرر في مصفاة حمص بوسطي 24 ألف برميل يومياً، وبين النفط الخام المستورد عبر الائتماني الإيراني بمعدل 2 مليون برميل نفط شهرياً، والمكرر في مصفاة بانياس، بوسطي 66,6 ألف برميل يومياً، نصل إلى تقدير بأن المنتج في المصافي السورية من المازوت والبنزين كافٍ لتغطية كامل الاحتياجات تقريباً وفق استهلاك 2017، وربع الكميات يمكن تأمينها من النفط المستخرج محلياً، والباقي من الخط الائتماني الإيراني, ما يعني أن زيادة الطاقة الإنتاجية اليومية بنسبة 270% لنصل إلى قرابة 90 ألف برميل يومياً تعني استعادة القدرة على تأمين المازوت والبنزين من الإنتاج المحلي بشكل كامل, والتفاصيل التالية توضح هذه الاستنتاجات:

النفط المستورد المكرر محلياً (بانياس) يعطي: 3,9 مليون لتر بنزين، 3,5 مليون لتر مازوت_ يومياً

النفط المنتج والمكرر محلياً (حمص) يعطي: 1,4 مليون لتر بنزين، 1,2 مليون لتر مازوت_ يومياً

أي: أن الكميات المنتجة والمتاحة للاستهلاك من البنزين تبلغ 5,3 مليون لتر يومياً، أعلى من حاجة الاستهلاك الوسطية في 2017 أما الكميات المنتجة والمتاحة للاستهلاك من المازوت يومياً فتبلغ 4,7 مليون لتر يومياً، وتغطي نسبة 94% من حاجات الاستهلاك الوسطية في 2016 أي: أننا لا نحتاج إلى استيراد المازوت مباشرة إلا بمقدار 4% من حاجة الاستهلاك، ولدينا فائض في إنتاج البنزين. بينما هناك حاجة جدية لاستيراد الفيول كمشتق جاهز، حيث إن المستخرج والمكرر محلياً ينتج 1,7 ألف طن يومياً، ونسبة 24% من الحاجة الكلية 7 ألف طن.

1,2 مليار دولار 

فاتورة النفط المستورد

تبلغ تكلفة استيراد 24 مليون برميل نفط سنوياً: 1,2 مليار دولار، بناءً على سعر برميل النفط المحدد في مشروع الموازنة العامة للدولة بـ 52 دولار للبرميل، وسعر الصرف 500 المحدد أيضاً في موازنة 2018 أي: كلفة يومية حوالي 3,4 مليون دولار وهو ما يعادل 1,7 مليار ل.س، وهي غير مدفوعة مباشرة بل مؤجلة عبر الائتماني الإيراني، ولكن مع ذلك فإن المبيعات المحلية في السوق السورية تستطيع أن تغطي هذه التكاليف.

وتقدر مجمل المبيعات من البنزين والمازوت فقط: 2,1 مليار ل,س يومياً، بما يحقق فائض مبيع يومياً عن كلفة استيراد النفط الخام من الائتماني الإيراني بمقدار 400 مليون ليرة يومياً، وفائضاً سنوياً 292 مليون دولار من مبيعات المازوت والبنزين.

والتفاصيل التالية توضح طريقة احتساب المبيعات اليومية للمازوت والبنزين: (5,3 مليون لتر بنزين، 4,7 مليون لتر مازوت) حيث تبلغ مبيعات البنزين 3,9 مليون لتر × 225 ل.س= 1,19 مليار ل.س.

أما المازوت فإن مبيعاته اليومية يمكن تقديرها بحوالي 955 مليون ليرة يومياً: على افتراض أن القطاع الصناعي والتجاري يستهلك 20% فقط أي: 940 ألف لتر، فإن المبيعات تبلغ 278 مليون ليرة وذلك بعد الرفع الأخير لسعر لتر المازوت من 290 ليرة إلى 296 ليرة، بينما المتبقي حوالي 3,7 مليون لتر المازوت لغرض التدفئة، والنقل والزراعة بسعر 180 ليرة للتر، فإن قيمة المبيعات 677 مليون ليرة تقريبا،

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
836
آخر تعديل على السبت, 11 تشرين2/نوفمبر 2017 20:31