سورية في عيون الإسكوا..

سورية في عيون الإسكوا..

صدر تقرير مسح التطورات النقدية والمالية في المنطقة العربية عن منظمة الإسكوا لعام 2016-2017، وقد جاء في التقرير أرقام حول النمو والتضخم في سورية نشير إليها، مع بعض التعليق:

25 مليار دولار ناتج!

قدرت الإسكوا تراجع النمو الاقتصادي في عام 2016 في سورية بنسبة -6,5%، أي أن الناتج المتوقع لعام 2016 هو: 25 مليار دولار تقريباً، بخسارة 1,78 مليار دولار عن ناتج العام الماضي الذي قدرته الإسكوا بحوالي: 27.2 مليار دولار. يعتبر معدل الانكماش في عام 2016، الأقل ضمن أعوام الأزمة ، بعد عام 2011

44% تضخم 2016

أشار التقرير، إلى تقدير معدل تضخم سنوي لأسعار المستهلك لعام 2016، بنسبة 44% عن العام السابق 2015، وهي أعلى نسبة تضخم سنوية، منذ عام 2013. رغم أن المقاربات الواقعية لسلة الاستهلاك تشير إلى تضخم الأسعار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2016 بنسبة أعلى، حيث وفق مؤشر قاسيون لأسعار المستهلك، ارتفعت تكاليف المعيشة لأسرة في دمشق، من 178 ألف ليرة في بداية العام، وصولاً إلى 290 ألف ليرة في نهاية شهر 9-2016، بمعدل تضخم بلغ 162% خلال عام 2016! حتى سعر الصرف، كأحد أدوات قياس ارتفاعات الأسعار، قد انتقل من 311 ليرة مقابل الدولار، وصولاً إلى 517 ليرة مقابل الدولار، بنسبة ارتفاع 166%.

الدين الحكومي 55% من الناتج

أشارت الإسكوا إلى أن الدين الحكومي في سورية، قد بلغ نسبة 55% تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2015، أي أن مجموع دين الحكومة من المصرف المركزي، المتراكم منذ ما قبل الأزمة، والمتوسع خلالها، قد بلغ قرابة 14,9 مليار دولار. بينما الدين الخارجي قرابة 18% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2015، أي حوالي: 4,8 مليار دولار.

ما يجعل إجمالي الدين قرابة 20 مليار دولار، ثلاثة أرباعه تقريباً دين داخلي، أي بالليرات السورية، ومن المصرف المركزي إلى الحكومة، أي يمكن تسويته في حال تم توسيع الناتج المقابل لهذه الكتلة النقدية، أي التقليل من آثارها التضخمية.

12,5 مليار دولار

أشار التقرير إلى أن إجمالي الاحتياطي السوري، باستثناء الذهب، قد وصل في نهاية عام 2012 إلى قرابة 12,5 مليار دولار، بتراجع عن قرابة 18 مليار دولار في بداية عام 2011. وكان تقرير لصندوق النقد الدولي، صادر في منتصف العام الحالي، قد أشار إلى أن الاحتياطي السوري، قد انخفض إلى 700 مليون دولار، ومن الملفت أن تقرير الإسكوا لم يأخذ بهذا الرقم، ولم يذكره إطلاقاً.

7,6 مليون نازح!

أشار التقرير إلى أن عدد السوريين النازحين داخل سورية قد بلغ 7,63 مليون نازح، وهي المرة الأولى التي يتم تعديل الرقم المتداول حول تعداد النازحين داخلياً، بعد أن كان الرقم المتداول منذ نهاية عام 2013، يشير إلى ما يقارب 6,5 مليون نازح. بزيادة أكثر من مليون نازح داخلي، جزء منهم يحصل على مساعدة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

كذلك الأمر عدل التقرير في رقم اللاجئين السوريين للخارج ليبلغ حوالي 4,83 مليون، بعد أن وصلت تقديرات الرقم إلى ما يفوق 5 مليون لاجئ بين الإقليم وأوروبا. وتعود هذه الأرقام إلى تاريخ آذار- 2016، بحسب التقرير.

50,7% نساء

وفق التقرير فإن التركيبة العمرية للاجئين السوريين المسجلين، النسبة العظمى منها النساء بين 18-59 سنة، بنسبة تقارب 24 % من مجموع اللاجئين المسجلين، أي حوالي 1,1 مليون امرأة، وحوالي مليون رجل بين عمر 18-59 سنة. بينما نسبة الأطفال بين أقل من سنة وصولاً إلى 11 سنة تبلغ 18% من اللاجئين أي حوالي: 870 ألف طفل.

خسارة 20% من السوريين!

أشارت تقديرات الإسكوا، إلى أن سورية خسرت خمس سكانها خلال الأزمة، بين القتلى الذين أوصلهم التقرير إلى حدود 470 ألف، بالإضافة إلى موجة الهجرة.

فصلت الإسكوا القليل في طرحها لمراحل إعادة الإعمار في سورية، ونقلت حاجة الاستثمار في مرحلة إعادة الإعمار من أكثر من 200 مليار دولار كانت مصرحة سابقاً، إلى قرابة 183 مليار دولار، وهو ما سنعود إليه لاحقاً..