التلوث بالمبيدات هل هو قدر لا مفر منه؟

 لم تعد الفواكه والخضروات التي نتناولها بالطعم والرائحة نفسها وحتى اللون بعضها أصبح لونه مبالغاً فيه والآخر مختلفاً وليس ذلك فحسب بل إن بعض المنتجات الزراعية أصبحت تظهر في الأسواق في مواسم غير مواسمها.

ذلك هو رأي المستهلك أي المواطن الإنسان أرقى مكونات البيئة الحية و يعود السبب إلى التلوث الغذائي للمنتجات الزراعية وغيرها من المصادر الغذائية الأخرى الذي أصبح في معظمه مؤدياً للتسمم فالتسمم لا يقتصر على التسمم المباشر أو الأعراض المباشرة والظاهرة بل يشمل التسمم البطيء أو الإتلاف البطيء للمكونات البيولوجية وكذا يشمل الأعراض المؤجلة التي تؤدي إلى ظهور الأمراض المفاجئة بعد حين من الزمن.

إن تغير لون وطعم ورائحة المنتجات الزراعية ناتج عن استخدام الكيماويات من مبيدات وصبغيات عند زراعتها وجنيها بل إن استخدام الأسمدة بكميات تجارية وتحويل الأرض الزراعية إلى مستودع للسماد الكيماوي هو ما يلوث هذه المنتجات الزراعية بل ويفقد التربة خصوبتها وكل تلك الملوثات التي هي من أسباب ومصادر التلوث الغذائي الكيميائي والذي يشمل التلوث بالأسمدة والإشعاع والغبار الحامل للعناصر الكيميائية الضارة بالإنسان والكائنات الحيوانية الأخرى.

لقد أدت الأضرار الكيماوية بالمنتجات الزراعية إلى ظهور علم من العلوم الطبية يعرف باسم (علم السرطان البيئي) وحتى لا نعدد الفجائع المقلقة والخطيرة بصحة الإنسان فإننا سنتطرق بشكل موجز وسريع للتسمم الغذائي للمواد الزراعية للمنتجات الزراعية بالمواد الكيميائية والتي تستخدم وللأسف في بلادنا بشكل مخيف جداً إلى حد اكبر من القول، حيث كثر استخدام أنواع عديدة ومتعددة من المبيدات الحشرية الكيماوية الخطرة والمحرمة دولياً في زراعة المنتجات التي نتناولها هذا بالإضافة إلى كيماويات أخرى تستخدم كمنضجات سريعة وصباغات تستخدم لإضفاء الألوان الجذابة للمنتجات الزراعية وكذا أعطاها لمعاناً وبهاءً اصطناعيين كما أن هناك أنواعاً أخرى من الصباغات الكيميائية التي تستخدم للإسراع في زراعة ونمو المحاصيل الزراعية وإنتاجها السريع بكميات وفيرة.

أثبتت التجارب والأبحاث التأثيرات الضارة والخطيرة للكيماويات المستخدمة في الزراعة على البيئة وعلى صحة الإنسان في المدى الطويل حيث اتضح إن هذه الكيماويات غير قابله للتلاشي بيولوجياً أي إنها تبقى في الجسم البشري بإعراض وأمراض مؤجلة لان نتائجها السيئة لا تظهر على الإنسان إلا بعد زمن طويل مثل الأعراض السرطانية التي تظهر فجاَه وفي أعمار متأخرة عند بعض الناس أنها أشبة بالقنابل الموقوتة في الجسم البشري.

إن المبيدات الحشرية كان الغرض من اكتشافها في أول الأمر لمكافحة الآفات الزراعية مع مراعاة شروط التعامل معها عند عملية الرش ومراعاة مقاييس استخدامها إلا أن العشوائية التي يتبعها الفلاحون هي ما أدت إلى أضرارها وخطورتها.

وتعتبر سورية من البلدان التي تستهلك وحتى تنتج أنواعاً عديدة ومتعددة من هذه المبيدات والكيماويات والصباغات بكميات كبيرة بل إن استخدامها يزداد يوماً بعد يوم ولعل نزعة الربح السريع والوفير عند الكثيرين وراء تحويل العديد من المزارع إلى حقول تضج بالكيماويات المتعددة والخطيرة هذا دون الحديث عما تسببه معامل الأسمدة من التلوث للمناطق القريبة كما في معمل السماد الفوسفاتي في حمص مثلاً.

 

■ نقلاً عن أخبار البيئة بتصرف