قرار «ايجابي».. والمستفيد «مهربجي»
قرار انتظره السوريون طويلاً، ليحل بكل ثقله مطلباً على رأس قوائم مطالبهم، لأنه يمتلك بقوته الذاتية القدرة على تحسين واقعهم المعيشي أو إرجاعه خطوات إلى الوراء إا ما كان معاكساً، وبعد موجة من الاحتجاجات الشعبية جاء القرار الحكومي بخفض سعر المازوت بنسبة 25%، ولكن هذا القرار الإيجابي ترافق مع منعكسات سلبية أفسدته أهميته، لا بل إن حسرة البعض وصلت لدرجة القول «يا ريت يازيد ماغزيت»..
فبعد ساعات قليلة من تخفيض سعر المازوت سارت قوافل المهربين محملة بآلاف الليترات من المازوت إلى خارج القطر، لتخلف وراءها موجة من الاختناق والتزاحم على بعض لترات من المازوت من الكازيات في مختلف المحافظات، وقافلة من المنتظرين تطول، وعلى رأسهم أصحاب سيارات النقل العامة، والذين استهجنوا انتظار دورهم الطويل على محيط هذه الكازيات، وخلف ذلك أزمة خانقة على مادة المازوت لا يمكن حلها إلا بوقف تهريبه..
إذاً القرار الإيجابي أخذ، ولكن المستفيد الأول كما هي العادة هم قلة من «مافيا تهريب المازوت» فقط، فما الذي يعنيه مصادرة صهريجين مهربين بقيمة 32 مليون ليرة سورية، فمن الذي يستطيع تهريبه غير شبكة متكاملة من المهربين؟!