الأضحية بـ 75 ألفاً.. ومربحها 17 ألفاً
ليلى نصر ليلى نصر

الأضحية بـ 75 ألفاً.. ومربحها 17 ألفاً

تبلغ أسعار اللحم الحي للأغنام اليوم حوالي 1500 ليرة في ريف دمشق أي أن أضحية العيد بوزن 50 كغ ستباع بمقدار 75 ألف ليرة سورية..

قاسيون سعت لتحصيل تفاصيل التكلفة على المربين ليتبين أنه ما من جهة حكومية تتابع هذا الرقم بشكل دوري وبالمقابل فإن التكاليف المتغيرة جعلت المربين أنفسهم غير قادرين على تحديد تفصيل دقيق لكلفة الكغ من اللحوم اليوم

قدرت وزارة الزراعة قبل عام تقريباً من الآن في شهر 10-2015، تكلفة الكغ الواحد من لحم الخراف الحي بحوالي 765 ليرة للكغ.. حيث أن التكلفة الإجمالية لتسمين الخروف من وزن 30 إلى وزن 50 كغ هي 38224 ألف ليرة سورية.

11750 ليرة عائد تسمين الخروف في 2015

تشكل الأعلاف من هذه التكلفة نسبة 15% ومقدار 5900- 6000 ليرة تقريباً.

أما الأعلاف مع الأدوية وأجور اليد العاملة فتبلغ مقدار 7100 ليرة، ونسبة 18.5% من التكلفة الإجمالية. بينما الجزء الأساسي من التكلفة، هو في قيمة الخروف الحي المقدرة بـ 30 ألف ليرة عند بداية التسمين. وبينما كانت تكلفة الكغ الحي في العام الماضي قرابة 765 ليرة، فإن سعر الشراء في تلك المرحلة بلغ 1000 ليرة للكغ، بعائد 30% من التكلفة، وبمقدار 11750 ليرة عائد في الخروف.

17000 ليرة عائد تسمين الخروف في2016!

خلال عام تضخمت تكاليف الأعلاف من قرابة 50 ليرة للكغ، إلى 120 ليرة في الوقت الحالي، وبنسبة ارتفاع: 140%. أي أن تكاليف الأعلاف التي تقدر بحوالي 15% من التكلفة الإجمالية، تبلغ اليوم حوالي 11 ألف ليرة، بفرض أن الاستهلاك أقل من تقديرات وزارة الزراعة التي تبلغ 5 كغ يومياً، أما الأدوية والتي ارتفعت مع تغيرات سعر الصرف، لتنتقل من 900 ليرة إلى 1500 ليرة تقريباً. ومع قيمة الخروف بوزن 30 كغ، والتي تبلغ اليوم 45 ألف ليرة سورية. فإن التكاليف ترتفع إلى قرابة 58 ألف ليرة سورية،  بينما يباع الكغ الحي بمقدار 75 ألف ليرة سورية.

أي أن العائد المباشر للمربي من تسمين خروف 50 كغ، قد لا يتجاوز 17 ألف ليرة، وبنسبة 30% تقريباً كذلك الأمر.

ارتفع عائد المزارع خلال عام بمقدار 5300 ليرة تقريباً، من تسمين الرأس الواحد من الغنم، إلا أن هذه الزيادة التي تعادل نسبة 45% من دخل المربي في العام الماضي، يقابلها ارتفاع في المستوى العام لأسعار الاستهلاك بنسبة 40% خلال النصف الأول من العام فقط.

عملياً لا يزال المربون قادرون على مواكبة تغيرات الأسعار، والحفاظ على دخلهم ثابتاً تقريباً، مع تحسنات طفيفة، وذلك من خلال تثبيت نسبة دخلهم من التكلفة والبالغة قرابة 30%. إلا أن استمرار ارتفاع الكلف وتحديداً كلف الأعلاف، يعيق عملية توسيع عمليات التربية، ويمنع المزارعين عملياً، من اقتطاع جزء من دخلهم لتوسيع القطيع، بل تدفعهم مواكبة تغيرات الكلف، وارتفاعات الأسعار، إلى الاعتماد على الذبح الجائر، والبيع للسوق غير الشرعية التي تهرب القطيع للخارج..

إن تخفيض تكاليف الأعلاف على اعتبارها عنصر التكلفة الأكثر تغيراً والأعلى ارتفاعاً، يشجع على توسيع القطيع، ويخفض بالتالي من أسعار رأس الغنم الحي، وقد يعيد اللحوم الحمراء إلى موائد السوريين كما كان الحال يوماً ما..

ارتفعت أسعار لحم الغنم الحي، في أسواق الجملة قبل عيد الأضحى، بنسبة زيادة 650% بين عامي 2010-2016، ولكنها ارتفعت خلال العام الحالي فقط بنسبة 66%.

ارتفعت أسعار الأعلاف بنسبة 1600% زيادة بين عامي 2010-2016، وارتفعت خلال العام الحالي فقط بنسبة 140%.

ارتفاع تكاليف الأعلاف وكغ لحم الغنم الحي بين 2010-2016 ليرة/كغ

 

 

 

 

 

أجر الخمسينيات 3 أضعاف أجر اليوم!

في الخمسينيات كانت الأجور تقاس بطريقة شعبية بسيطة، تعادل مقدار كغ لحوم يومياً، أي كمؤشر لإعالة العامل وأسرته..

اليوم وبعد أكثر من 6 عقود، أًصبحت أجور السوريين الوسطية والبالغة قرابة 34 ألف ليرة سورية تعادل نسبة 7,5 كغ من لحم الغنم، بسعر 4500 كغ للحم الغنم الهبرة في سوق دمشق.

أي أن أجور السوريين في شهر خلال عام 2016، تعادل أجور السوريين في أسبوع تقريباً في الخمسينيات! أي أن أجور الخمسينيات ثلاثة أضعاف الأجر الحالي!

ولكي نعود بأصحاب الأجر، إلى وضع يتعادل فيه الأجر الحقيقي مع ما قبل 6 عقود، يجب أن يكون الأجر الوسطي اليوم: 135 ألف لبرة سوري، وفق معايير ستين عام مضت.. فماذا لو قسنا وفق معايير ضرورات العصر وتطور حاجات البشر!!