تعا... نحسبها...

مساحة سورية 185 ألف كم2، وعدد سكانها عام 2006 هو: 18.7 مليون نسمة ... وناتجها الإجمالي المحلي في ذالك العام هو 26 مليار دولار... وبلغ الناتج الإجمالي المحلي في لبنان والأردن للعام ذاته 22.6 مليار دولار و14.1 مليار دولار على التوالي... أما عدد السكان فكان للبنان 4.855 مليون نسمة، و5.5 مليون نسمة للأردن، والمساحة هي 10 آلاف كم2 للبنان و89.55 ألف كم2 للأردن..

وإذا كان المولد الفعلي للناتج الإجمالي وحجمه النهائي  كل من السكان والمساحة الجغرافية بكامل مقوماتها... نكون أمام مقارنة لحجم هذا الناتج بين هذه البلدان اعتماداً على هذين المقومين، وعلى أساسهما نستطيع أن نقارن ولو بشكل نظري، الناتج الإجمالي المحلي السوري مع الناتج المحلي الإجمالي لكل من الأردن ولبنان كل على حدة...
- على أساس عدد السكان...

عدد سكان سورية هو 3.85 ضعفاً لعدد سكان لبنان و3.4 ضعفاً لعدد سكان الأردن، أي أن ناتجنا الإجمالي المحلي يجب أن يكون مقارنة مع لبنان سكانياً هو:

22.6 مليار × 3.85 ضعف = 87.01 مليار دولار

ومع الأردن سكانياً  هو:

14.1 مليار × 3.4 ضعف = 47.94 مليار دولار

- على أساس المساحة (الجغرافية)...

فمساحة سورية هي 17.7 ضعف مساحة لبنان و2.06 ضعف مساحة الأردن، أي أن ناتجنا الإجمالي المحلي يجب أن يكون مقارنة مع مساحة  لبنان هو:

22.6 مليار × 17.7 ضعف = 400 مليار دولار

ومقارنة مع مساحة الأردن هو:

14.4 مليار × 2.06 ضعف = 29.66 مليار دولار
 
بالمراقبة المتتابعة  للأرقام السابقة المبنية على تصور نظري، ُيفتح أمامنا أفق  للتدقيق الفعلي بحجم الخلل الحقيقي الذي نعاني منه والمتمثل في ضعف قدرتنا لاستغلال كامل طاقاتنا المتوفرة سكانياً وجغرافياً...
 هذا  المؤشر النظري الكمي يظهر تراتباً متسلسلاً في التقصير بالأداء الاقتصادي لحكوماتنا المتعاقبة عبر غياب النية مراراً في  وضع  رؤية مستقبلية نظرية أولاً، وعجزها عن استثمار وتوظيف كامل الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة ثانياً... ومسؤولية هذا الحال يتحمله كل من أداء الحكومة، واقتصاد الظل، وغياب الدراسات الأكاديمية الموجهة والممنهجة لواقع اقتصادي بات الارتجال سيده... وراعيه، وتهميش الفنيين والاختصاصيين المحليين الأكفاء في قضايا ملحة من سماته على خلفية من يملك القرار فمعرفته مطلقة... وللضرورة أحكامها، فالاستعانة بالخبرات الأجنبية وبالكلفة الصعبة حكمة وبراعة والمحلي منها للتهميش والتفتيش و... وإلقاء اللوم حاضر في كل مكان زمان عند كل أزمة  أو عند الاختلاف بوجهة نظر لا تكون في خانة  المعرفة الطلقة لصاحب القرار... في أداء متعثر أصلاً... أزماته متدحرجة نحو المستقبل... أفقه منسد..