هل تذكرون مشوار البحر؟!.. أصبح بـ77 ألف ليرة

هل تذكرون مشوار البحر؟!.. أصبح بـ77 ألف ليرة

في عز الصيف، وفي عطل المدارس والجامعات، كانت الأسر السورية قبل الأزمة تضع خطة لتكاليف (مشوار البحر)، وكانت تكسرها نسبياً، ولكنها كانت تتقشف بعدها، أو تتحمل قليلاً من الدّين ليرى أبناءها البحر، ولينعموا بيومين من الترفيه.. فهل لا زال بمقدورها ذلك؟! وما تكاليف إجازة ثلاثة أيام ومنامة ليلتين في شواطئ اللاذقية في صيف 2016؟!

 

لنفترض أن أسرة سورية من خمسة أشخاص، قررت الذهاب من دمشق إلى اللاذقية، لقضاء إجازة يومين، ولتبدأ التكاليف بالمواصلات، ثم الشاليهات، ثم الطعام والمستلزمات..

30 ألف ليرة للمواصلات

تكلفة انتقال الشخص من دمشق إلى اللاذقية 2500 ليرة تقريباً، والتكلفة الإجمالية 25 ألف ليرة، للأسرة روحة رجعة، وبعد أن تصل الأسرة إلى اللاذقية، عليها أن تنتقل إلى المنتجعات، أقربها اليوم وأقلها تكلفة، منطقة وادي قنديل، والتكلفة  4000 ليرة ذهاب وإياب، ومع تكسي إلى المنزل عند العودة إلى دمشق بحدود 1000 ليرة، يكون مجموع المواصلات يقارب 30 ألف ليرة.

ليلتان بـ 24 ألف ليرة 

لا تقل أسعار أجار الشاليهات في الساحل السوري اليوم عن 12000 ليرة لليلة الواحدة، وهذا لشاليه من غرفتين فقط، وعليه ستتكلف الأسرة 24000 ليرة، على منامة ليلتين، إذا وصلت الجمعة صباحاً، وغادرت الأحد بعد الظهر.

أكل وشرب 20 ألف ليرة

(السباحة بتجوع) ستأخذ الأسرة معها أساسيات للطعام والشراب لثلاثة أيام تقدر تكاليفها بـ 20 ألف ليرة، بين فروج بـ 3000 ليرة، وخضار بـ 4000، وحواضر 4500 بين لبنة، حلاوة، وبيض، وخبز، وفواكه بـ 2500، وزيوت بـ 1000، ومشروبات ودخان بـ 4000 ليرة.

3500 ليرة مستلزمات

للذهاب إلى البحر (عدّة) ضرورية، فمن اللباس إلى الطواقي، إلى ألعاب أطفال، وصولاً إلى احتمال الجلوس في مقهى، وانتهاء بطوارئ كأدوية أو زيوت وقاية من الشمس وغيرها، وسنقدرها مع خطة تقشف ترفيهية بـ 5% من التكاليف الإجمالية، أي حوالي 3500 ليرة.

(الطريق مو منيح)!

بناء على ما سبق فإن الأسرة السورية تحتاج إلى ما يزيد عن 77 ألف ليرة لتذهب عطلة يومين إلى البحر، أي تحتاج إلى 9500 ليرة زيادة على راتبي الأم والأب العاملين بأجر وسطي 34 ألف ليرة..

 

إذا لم تهبط 100 ألف ليرة من السماء على أسرة العامل السوري، فإنه سيبقى متناسياً (مشوار البحر)، ليتذرع لأولاده: (الطريق مو منيح.. والدنيا مو أمان)!..