إعمار سورية.. البنك الدولي يخفض الفاتورة من 200 إلى 7 مليار دولار!

ازدادت  في الفترة الأخيرة  الدراسات والتقديرات حول عملية إعادة الإعمار وليس آخرها تقديرات البنك الدولي ضمن ما يسميه البنك: (الاستعداد لبدء العمل في سورية). 

دراسة البنك الدولي المنشورة على موقعه الالكتروني الرسمي بتاريخ 24-5-2016،   تأتي ضمن مبادرة لجمع المعلومات والبحوث المتعلقة بسورية، حيث تم أولياً استخدام صور الأقمار الصناعية وتقنيات جمع البيانات عن بعد، بعد الكوارث والأزمات، ووفق البنك الدولي فإن إعادة بناء ما تم تدميره في ست مدن سورية (حلب ودرعا وحماة وحمص وإدلب واللاذقية) حتى اليوم في قطاعات الإسكان والصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي والنقل والطاقة يقدر بنحو 6 مليارات دولار في الحدود الدنيا و7.3 مليار دولار للحد الأعلى. قطاع السكن هو القطاع الأكثر تضرراً  حيث الحد الأدنى للأضرار 4 مليار دولار والحد الأعلى 4.9 مليار دولار، يليه قطاع  الطاقة وهو ثاني أشد القطاعات تضررا، بقيمة أضرار تتراوح 1.1-1.4 مليار دولار، وفق الدراسة فإن حلب  هي من أكثر المدن تضرراً بنسبة 40% من إجمالي الأضرار في سورية.

ينبغي التذكير بأن تقديرات البنك الدولي منذ شهرين في نيسان 2016، أشارت للحاجة إلى 180 مليار دولار، لإعادة الإعمار في سورية مبنية على تقديرات حجم الخسائر، وتطابقت معها تقريباً تقديرات الإسكوا، والتقديرات الرسمية وشبه الرسمية للحكومة السورية، والتي فاق بعضها الـ 200 مليار دولار!

فكما أن تضخيم الأرقام له دلالة، فإن لتخفيضها السريع دلالة أيضاً، فقد استخدم التضخيم لدفع فكرة الديون والقروض إلى الأمام، ووضعها كضرورة وأمر واقع أمام السوريين الخارجين من الحرب، حيث أشار رئيس البنك الدولي في ذلك الحين، بأنه لا يتوقع في الظروف الدولية الحالية لانخفاض أسعار النفط العالمية، أن يتأمن لسورية مساعدات ومنح! أي أنه يتوقع الحاجة للاعتماد الكلي على القروض. وكان عبد الله الدردري الذي يعمل اليوم كمدير إدارة التنمية الاقتصادية والعولمة في الإسكوا منذ 2011، وكان قد قال في وقت سابق، بان سورية خسرت احتياطاتها، وأصبحت غير قادرة على رفض القروض والشروط كما في السابق، وذلك في مقابلة له مع أحد المواقع السورية بتاريخ 6-2-2013. 

فما الذي يعنيه اليوم أن تنزل تقديرات التكاليف لقطاعات رئيسية في المدن الرئيسية والأكثر دماراً إلى هذ الحد؟! ربما علينا أن نستبشر خيراً، لأن تقليل الرقم أو تقريبه من الحقائق، هو تقليل وزن الإقراض، والوزن الدولي في إعادة الإعمار، وإتاحة المساحة للسوريين ليسترجعوا مواردهم من المواضع التي تتراكم فيه، ويبدأوا بالإعمار.