الحصار يمتد إلى دمشق.. والمساعدات تخفف أعباء الغوطة
أحصت الأمم المتحدة 18 منطقة محاصرة في سورية، تضم حوالي 440 ألف مدني، يصعب دخول الغذاء والحاجات الرئيسية إليها، إلا عبر تجار الحرب، أو في سياق المفاوضات والضغط الدولي لإدخال المساعدات بشكل متقطع، ولكن مباشرة دون وسطاء.
بين العاصمة دمشق، وغوطتها الشرقية 3 كم تقريباً فقط، وبينما يستمر حصار الغوطة كواحدة من أسلحة الحرب منذ أربع سنوات تقريباً، لم يتوقف يوماً تدفق السلع بين الطرفين بشكل كامل، في حصار تحول إلى (واحة نهب) لمتنفذين على طرفي الصراع ووسيلة من وسائل الإثراء عبر الجوع والفوضى.
أجرت قاسيون في عام 2015 مقارنة بين أسعار الغذاء في مدينة دمشق والغوطة الشرقية وكانت الفوارق كبيرة، إلا أن العام الحالي يشهد تغيرات هامة في الطرفين أدت إلى نتائج ذات دلالة اقتصادية، بل وسياسية.
2015: أسعار الغوطة
أعلى بـ 7 مرات!
في شهر 7- 2015 دلت المقارنة التي نشرتها (قاسيون) في عددها رقم 715، على أن أسعار عينة من المواد الغذائية الرئيسية في الغوطة أعلى من الأسعار في دمشق بـ 7 مرات. وكانت الزيادة الكبرى في أسعار الخبز، والحبوب من أرز وبرغل، والزيت النباتي، والسكر، والمشروبات الرئيسية كالشاي. مع فوارق هامة في أسعار البيض، بينما كانت أسعار اللحوم الحمراء متقاربة في ذلك الحين.
2016: فوارق الأسعار تنخفض إلى الضعف!
بمقارنة أسعار العام الحالي، وبتاريخ 13 نيسان 2016 تحديداً في الغوطة الشرقية، مع الأسعار في دمشق يتبين انخفاض واضح في أسعار بعض المواد الغذائية في المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية، وارتفاع الأسعار في دمشق، لتقترب من التطابق في العديد من المواد، والجدول المرفق يوضح التفاصيل:
الحصار يبقى على الخبز
على الرغم من انخفاض الفارق بين دمشق، والغوطة المحاصرة، من حيث أسعار الخبز، إلا أنه بقي المادة الرئيسية ذات الفوارق الكبرى، حيث كان سعر ربطة الخبز في الغوطة في العام الماضي 400 ليرة، بينما سعرها في دمشق 35 ليرة، بفارق 11 ضعف. ارتفعت أسعار دمشق، لتصبح الربطة بـ 50 ليرة بالحد الأدنى، بينما في الغوطة يستقر السعر قريباً من 350 ليرة حالياً، والفارق 7 أضعاف.
الحل السياسي يخفف الحصار
بالنسبة للحبوب فإن انخفاضاً هاماً جرى على أسعارها في الغوطة المحاصرة، وكذلك الأمر بالنسبة للزيت النباتي، والسكر، ما يدل على أثر إيجابي لتدفق المساعدات منذ بداية العام الحالي، بالطريقة المباشرة ودون المرور على حواجز الوسطاء في الطرفين، حيث تدفع الأتاوات الكبرى.
انخفضت أسعار الحبوب، من الأرز والبرغل من وسطي 1500 ليرة للكغ في عام 2015، إلى 460 ليرة وسطي، بانخفاض هام، عدل الفارق بين السعرين من 7,5 ضعف في عام 2015، إلى 1,3 ضعف في العام الحالي. وانخفض السعر الوسطي لكغ السكر من 2000 ليرة في عام 2015، إلى 500 ليرة للكغ حالياً، أما بالنسبة لوسطي الزيت النباتي وزيت الزيتون فقط انخفض من 2000 ليرة، إلى 1275 ليرة للتر في مناطق الغوطة المحاصرة. وهذه العناصر الغذائية الثلاث هي المواد الغذائية الرئيسية الداخلة في المساعدات.
لحوم الغوطة..
الوفرة لا تنعكس انخفاض
أسعار اللحوم الحمراء في الغوطة التي تعتبر من أهم مناطق تربية الثروة الحيوانية في سورية، لا تزال قريبة من أسعار دمشق، حيث لحم الغنم البلدي 5200 ليرة للكغ، ولحم العجل: 3800 ليرة، ويعود هذا إلى وفرتها في الغوطة، ومع ذلك فإن الربح الذي يحصله تجار الغوطة من بيع اللحوم الحمراء لسكانها، يعادل ما يحصلونه من ربح في الكغ من دمشق، دون أن يشكل هذا الإنتاج المحلي (بوابة فرج) للمحاصرين.
المحروقات ثلاثة أضعاف
تبقى أسعار المحروقات في المناطق المحاصرة أعلى من أسعار دمشق الرسمية بثلاثة أضعاف، حيث لتر المازوت بـ 600 ليرة، ويصل إلى 2000في بعض القرى المحاصرة، ولتر البنزين بـ 500 ليرة، أما أسطوانة الغاز فسعرها 9500 ليرة.