(المعدنية والكيميائية) نحتاج إلى عمال ووقف تقنين وتحصيل الديون!

(المعدنية والكيميائية) نحتاج إلى عمال ووقف تقنين وتحصيل الديون!

تستمر قاسيون في رصد أبرز تقارير نقابات العمال المقدمة لاجتماعاتها في دمشق مؤخراً، والتي عكست إلى حد ما شيئاً من معاناة القطاع العام، كما أبرزت كثيراً من زيف إدعاءات الحكومة حول القطاع العام الإنتاجي.

البداية مع تقرير الصناعات الكيميائية المقدم في مؤتمر اتحاد عمال النقابة في دمشق بتاريخ 2/2/2016. التقرير تحاشى كغيره من التقارير الإشارة إلى أية أرقام أو نسب توضح الوضع الإنتاجي للشركات، واكتفى باستعراض أحوال الشركات الخمس في هذا القطاع بالتوصيفات العامة، ثم سنتحدث عن تقرير الصناعات المعدينة المقدم لمؤتمر النقابة في دمشق، والمنعقد بتاريخ 31/1/2016.

الإنشاءات المعدنية: العمال أنقذوا 100 مليون ليرة! 

ثبت التقرير دور العمال في الاستمرار بالإنتاج في ظل ظروف الحرب، حيث أكد التقرير أن عمال شركة الإنشاءات المعدنية قاموا بالذهاب إلى منطقة عدرا الساخنة و(سحبوا آلات وآليات ومواد أولية بلغت قيمتها 100 مليون ليرة سورية، رغم القصف والقذائف). الشركة التي أخذت من معمل الكبيرت في دمشق مقراً جديداً لها نفذت عقدين متتالين للمؤسسة العالمة للكهرباء مكونة من 4000 طن من الأبراج الكهربائية. كما تقوم الشركة بتنفيذ مشاريع لأجهزة الطاقة الشمسية وإصلاح المراجل البخارية في الشركات والمشافي، بالإضافة إلى عقود أخرى. لكنها كغيرها من منشآت القطاع العام الإنتاجي بحاجة إلى (تعيين عمال وفنيين ومهندسين.. وآلات وآليات جديدة) وفق ما أكده التقرير! 

(تاميكو): التقدم مستمر رغم النزوح!

أما أبرز شركات هذا القطاع وهي شركة تاميكو (الطبية العربية)، والتي قال التقرير أن جزءاً من آلاتها يجري (صيانتها وإعادتها للخدمة في بناء معمل البيطرة في باب شرقي) بعد أن تم نقل الآلات من المعمل السابق الذي تعرض للدمار وتباطؤ الحكومة في إنقاذه، كما أضاف التقرير أن العمل مستمر (في إنشاء صالات جديدة وصيانة المباني) وأن أقساماً عدة باشرت العمل كـ (قسم الأقراص وقسم إنتاج الرينال، والتغليف، والتلبيس)، بالإضافة إلى دراسة لمشاريع جديدة كـ(معمل للسيرومات في اللاذقية)، وأكد التقرير أن اعتمادات جديدة رُصدت لإعادة الإنتاج في خط (الشراب الجاف).

(أمية وسار) عودة للإنتاج رغم المنافسة وضعف التسويق!

الشركة العامة للمنظفات عادت للإنتاج بعد وقف بسبب التدمير، وهي تنتج اليوم (سائل جلي، وبودرة الغسيل الآلي، وماء جافيل) إلا أنها تعاني من (شدة المنافسة وبساطة الآلات، وصعوبة التسويق وضعف السيولة، وعدم استجرار منتجاتها من القطاع العام)، وذلك حسب ما أورده التقرير!

التقرير أكد أن شركة (أمية)، العامة للدهانات، (رابحة، وإنتاجها من النوعية ذات الجودة العالية). يأتي ذلك رغم معاناة الشركة وعمالها من قذائف الهاون كونها تقبع في منطقة المليحة الساخنة، كما قامت الشركة بـ(إنتاج معجون السماكات، وصنف زياتي جديد، ودهان مضاد للبيكتريا وهو قيد التجربة... ومعجون ديكور، وتطوير منتجات دهانات الطرق، ودهان مهابط الطيران...)، بالإضافة لإعداد دراسة جدوى اقتصادية لإنتاج (اليبوكسي الغذائي لمعامل الأدوية والأغذية ومؤسسة المياه). أما أبرز معاناة الشركة، فقد كثفها التقرير بـ (المنافسة الشديدة، قدم الآلات وعدم توفر قطع غيار، وعدم شراء آلات جديدة، نقص اليد العاملة في جميع الاختصاصات جميعها، عدم استجرار شركات القطاع العام لمنتجات الشركة، صعوبة تأمين المواد الأولية...).

هذا وقد ثبت التقرير توقف الشركة العامة للكبريت والخشب المضغوط، وطالب بـ (دراسة واقع الشركة واستثمار أرضها أو إيجاد خطة استثمارية لصناعات بديلة) علماً أن هناك دراسة (لجلب آلة لتصنيع الألواح الخشبية (م-دي-اف))، وذلك لإعادة إحياء الشركة كما قال التقرير..

(الزجاج) بإنتظار التسويق!

وحول أوضاع الشركة العامة للصناعات الزجاجية والخزفية (في منطقة حوش بلاس بالقدم) أوضح التقرير توقف الشركة عن الإنتاج واقتصار نشاطها اليوم على (تسويق الزجاج والتخلص من المخزون الزائد) بالإضافة إلى قيامها (بإذابة حجر السيليكات لصالح الغير)، أما عن حال معمل الخزف فهو (متوقف مع وجود محاولة لاستثماره من قبل الغير)، وفق توضيحات التقرير، والذي أرجع توقف الشركة إلى (ضعف التسويق وعدم استجرار منتجاتها من القطاع العام)، حيث توقفت جهات القطاع العام الأخرى عن استهلاك منتجات هذه الشركة!

رغم تدمير (بردى) أفران ست رؤوس وبرادات قريباً!

شركة بردى العائدة للإنتاج بعد التدمير، شرعت وفق التقرير وبهمة عمالها بتجهيز معمل القوالب، ونفذت عقوداً لإنتاج الأبراج الكهربائية، وبدأت بالتحضير لإنتاج 5500 براد، وتثبيت (1500 مجموعة مفككة لغسالة أوتوماتيك، وتثبيت  عقود لـ 1000 براد من فئة 21 قدم، و500 فرن 6 رؤوس لصالح الشركة الدولية للخدمات والتقانة، وتصنيع قالب سطل دهان لشركة أمية بكمية 4500 سطل)، أما أبرز مطالبات الشركة فهي (إعفائها من فوائد القروض المصرفية، واستعادة ديونها من شركة سندس البالغة 75 مليون ل.س، ودعماً بالسيولة المالية لتنفيذ خطة 2016، ونقص الآليات والعمالة الشابة) وفق ما أوضح التقرير.

90% من خطة إنتاج شركة الكابلات نُفذ!

نسب التنفيذ في شركة الكابلات تدعو للتفاؤل وتثبت دور القطاع العام الرئيسي في ظل الأزمة، حيث نفذت الشركة 85% من كمية الإنتاج المخطط لعام 2015، أما نسبة تنفيذ الخطة التسويقية فبلغت 90%، كما نفذت الشركة 96% من خطتها الاستثمارية، هذا وقدرت أرباحها 1,45 مليار ليرة سورية لعام 2015.

كما أن أبرز معاناة تتعرض لها الشركة هي نقص الموارد البشرية، حيث أكد التقرير أنه ورغم رفد وزارة الصناعة الشركة بعمال من شركات متعثرة إلا أنهم (عمال مرضى ويعانون الشيخوخة)، كما أضاف التقرير أن الشركة تعاني من (قطع الكهرباء المستمر،وصعوبة تأمين المحروقات لتشغيل المولدات)، وطالبت الشركة بإعفائها من قطع التيار الكهربائي أثناء الدوام. 

عمال سيرونكس يوفرون ملايين على الحكومة!

عمال شركة النصر (سيرونكس) هم أيضاً كانوا ممن تحدوا الظروف الأمنية الصعبة لمعملهم، فقاموا بـ(إعادة المعمل وإصلاح الآلات الموجودة وبمبالغ زهيدة وصلت 1 مليون ليرة سورية في وقت بلغت تقديرات الأسواق المحلية لإصلاح هذه الآلات 30 مليون ليرة). هذا وتعاني الشركة من عدم القدرة على تحصيل ديونها على الغير من قطاع عام وخاص والتي بلغت 100 مليون ل.س، وهي أموال قادرة على فتح عقود وإعادة العمل الأساسي للمعمل.

مرة أخرى يتوقف إنتاجنا الوطني على قرارات وسياسات الحكومة، والتي تعيق حتى اللحظة عودة ذلك الإنتاج إلى مستويات مقبولة ستسهم في صمود الشعب والدولة والقطاع العام.