تضخيم سياسي: السوريون بين أوروبا.. والداخل والإقليم
تغيرت أبعاد مسألة اللاجئين السوريين في العام 2015، لينتقل التركيز الإعلامي، والاستثمار السياسي إلى لجوء السوريين في أوروبا.. الذي لا يزال حتى اليوم ثانوياً قياساً بحجم أزمة النازحين السوريين في داخل البلاد، واللاجئين السوريين في دول الإقليم، والكارثة الإنسانية السورية عموماً!.. تشير الأمم المتحدة في تقرير استجابتها للأزمة السورية- 2015 إلى أن تعداد طالبي اللجوء السوريين التراكمي في دول الاتحاد الأوروبي كاملة بلغ 689 ألف طلب لجوء سوري بين شهري 4- 2011 وحتى 10-2015، بينما كان عددهم في عام 2014: 137 ألف فقط، وينبغي الإشارة إلى أن الرقم التراكمي يشمل طالبي اللجوء للمرة الأولى، مع من يجددون طلباتهم.
في أوروبا.. 689 ألف أم أقل؟!
أما إحصائيات الاتحاد الأوروبي eurostats والتي تشير تقارير اللجوء الربعية التي تعدها، بأنها معتمدة على بيانات الحكومات وسجلاتها، فإنها لا تنشر رقم اللجوء السوري بشكل منفرد، بل التعداد الإجمالي للاجئين من كل دول العالم إلى أوروبا (28 دولة)، حيث أعلنت بأن تعداد طالبي اللجوء للمرة قد بلغ 213 ألف خلال ثلاثة أشهر:3-4-5/ 2015 -منهم 44 ألف سوري خلال الأشهر الثلاثة المذكورة فقط-، مقابل 180 ألف طلب لجوء إجمالي في الربع الأول من عام 2015، أي أن مجمل طلبات اللجوء إلى أوروبا بلغت 393 ألف لاجئ من كل العالم حتى منتصف 2015، ما يشير إلى بعض التضارب في التحديد الدقيق لأرقام اللاجئين السوريين في أوروبا، بين وصولهم إلى 689 ألف وفق الأمم المتحدة، وبين كون إجمالي اللاجئين إلى أوروبا خلال 2015 قد يتجاوز 700 ألف طلب لجوء يتصدرهم السوريون ولكنهم يتنوعون بين 141 دولة، بكل الأحوال فإن عام 2015 سيسجل رقماً قياسياً لتعداد اللاجئين إلى أوروبا، متجاوزاً الذروة المسجلة في عام 1992 والبالغة 672 ألف، بينما الرقم الإجمالي في عام 2014: 626 ألف طلب لجوء، تعداد السوريين منهم 137 ألف فقط!.
ألمانيا.. للمواطن 10 أضعاف اللاجئ!
ألمانيا هي الوجهة الرئيسية للاجئين في أوروبا، فقد بلغ تعداد طلبات اللجوء الإجمالية فيها:331 ألف مع نهاية شهر 10-2015، الجاذب الرئيسي للجوء إلى ألمانيا هو القوة الاقتصادية لهذه الدولة، واحتمالات فرص العمل الأوسع، إلا أن العامل الحاسم هو التسهيلات والدعاية المرافقة لها خلال عام 2015!
النفقات الألمانية على طالبي اللجوء السوريين، يحصل اللاجئ السوري المقيم في أحد مراكز الإيواء الألمانية على مبالغ متفاوتة، بحسب وضعه الاجتماعي وعمره:
العازب: 325 يورو.
الزوجان: 594 يورو.
الأطفال:
1-6 سنوات: 211 يورو.
7-14 سنة: 238 يورو.
15-18 سنة: 269 يورو.
هذه المبالغ يحصل عليها اللاجئون، حتى الحصول على حق اللجوء وهي الفترة التي تمتد بين 6-9 أشهر، حيث بمجرد حصول اللاجئ على عمل تتوقف هذه الإعانة، بينما يستحق العاطل عن العمل مبالغ هي:
399 يورو شهرياً للعاطل الأعزب، 720 يورو للزوجين العاطلين، ويحصل الأطفال على مبالغ: 230-300 يورو حسب الفئة العمرية.
الأهم أن وسطي دخل الفرد في ألمانيا هو: 3000 يورو شهرياً وفجوة الفارق بين دخل المواطن، وإعانة اللاجئ هي: 10 أضعاف تقريباً.
حتى اليوم مجمل ما قدمته دول الاتحاد الأوروبي: 3،3 مليار يورو، من مساعدات ونفقات إجمالية في سياق الأزمة السورية (دون توضيح هوامش توزيعهاعلى اللاجئين في أوروبا أو على المساعدات المقدمة لأزمة اللجوء السوري عموماً)
بينما إذا بلغ تعداد اللاجئين السوريين في أوروبا 689 ألف، كما تشير الأمم المتحدة، فإن هؤلاء لا يشكلون أكثر من 16% من مجمل اللاجئين السوريين الموجودين في دول الإقليم، ولا يشكلون إلا نسبة 10% من 6،5 مليون سوري نازحين داخل البلاد من منطقة لأخرى.
6،5 مليون نازح داخلياً.. التكاليف
بحسب تقدير الأمم المتحدة، فإن عدد السوريين المحتاجين إلى مساعدات في الداخل السوري يبلغ: 13،5 مليون سوري تختلف طبيعة المساعدة المطلوبة لهم.
إلا أن 6،5 مليون سوري منهم ممن تركوا بيوتهم ونزحوا داخل البلاد يحتاجون إلى شتى أنواع المساعدات، وبنفقات تقدرها خطة الاستجابة الإقليمية بحوالي 2،9 مليار دولار!.
النازحون داخلياً وتوزيعهم بالمناطق السورية عام 2015:
ريف دمشق: 1،2 مليون- حلب: 1،2 مليون، إدلب: 704 ألف، حمص:526 ألف، حماة:500 ألف، دمشق: 436 ألف، اللاذقية: 377 ألف، درعا: 320 ألف، دير الزور: 318 ألف، الحسكة: 301 ألف، طرطوس: 258 ألف، الرقة: 201 ألف، السويدا: 61 ألف، القنيطرة: 38 ألف.
4،5 مليون سوري موجودون في مناطق يصعب الوصول إليها داخل سورية، المحاصرة وغير الآمنة، ومناطق سيطرة تنظيم (داعش)، وهؤلاء ويحتاجون إلى كل أنواع الإغاثة الأساسية.
4،2 مليون في الإقليم..
5،5 مليار $ حاجات
ارتفعت أعداد اللاجئين السوريين في الإقليم خلال العام الحالي من 3،9 مليون إلى 4،2 مليون لاجئ سوري في دول الإقليم المجاورة، ممن يحتاجون المساعدات ويستحقونها، موزعين على 2،18 مليون في تركيا، و1،07 مليون في لبنان، و632 ألف في الأردن، و244 ألف في العراق، و127 ألف في مصر.
تشير التقارير الأممية بأن الأرقام في تركيا ستتغير مع نهاية العام الحالي، في توقع بانخفاضها من 2،1 مليون إلى أقل من 1،9 مليون لاجئ سوري في تركيا وهو الرقم المسجل في 8-2015.
النازحون في الإقليم، وتحديداً في المخيمات يحتاجون أساسيات الحياة، التي تتوزع عليها نفقات الإغاثة: الحماية- الأمن الغذائي- التعليم- الصحة- الاحتياجات المنزلية الأساسية - المأوى- المياه والصرف الصحي.
تقدر حاجات التمويل لهؤلاء بحوالي 5،5 مليار دولار للاجئين في الإقليم، منها 3،4 مليار دولار دعم مباشر للاجئين، و2،1 مليار دولار لدعم الدول المضيفة، كما يرد في خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإقليمية للازمة السورية لعام 2015، أما وصول هذه الخطط والأرقام إلى حقائق واقعية يستغيث منها السوريون، فتكشفها ظروف عيش السوريين في لبنان والأردن، حيث 55% من السوريين في لبنان، و86% من السوريين في الأردن تحت خط الفقر، بالإضافة إلى تصريح الامم المتحدة بأن معدل الديون للعائلة السورية اللاجئة في لبنان يبلغ 840 دولار شهرياً!.
اللاجئون: قوى عاملة وأطفال!
اللاجئون السوريون في الأقليم: متوزعون مناصفة بين النساء والرجال: 49،2% نساء- 50،8% رجال.
القوى العاملة بين 18-59 نسبتهم 46،85% أيضاً متوزعون مناصفة بين الرجال والنساء (23،22% رجال- 23،64% نساء).
الأطفال من 1-17 نسبتهم: 49،9%
1-4 سنوات: 17،2%.
5-11: 19،98%
12-17: 12،72%
ليتبقى حوالي: 3،2% فقط ممن هم فوق الستين من العمر.
689 ألف في أوروبا أحصت الأمم المتحدة 689 ألف طلب لجوء سوري إلى أوروبا خلال 5 سنوات، وهؤلاء لا يشكلون نسبة 6% فقط من مجموع السوريين النازحين داخلياً 6،5 مليون، واللاجئين في دول الإقليم 4،2 مليون.
60 % عجز التمويل تضع الأمم المتحدة خطة تمويل استجابة للأزمة السورية، مجملها 8،4 مليار $، للإغاثة الداخلية 2،9 مليار $، وللاجئين في دول الإقليم 5،5 مليار دولار، من ضمنها إعانات للمجتمعات الإقليمية المتضررة بشكل غير مباشر، ضمن المانحون حتى الآن 40% منها، ليتبقى 60% عجز تمويل.
48 مليون $ للشتاء! الأمم المتحدة تعلن عن حاجتها إلى 48 مليون دولار لتقديم مستلزمات الدفء للسوريين المغاثين، وتعاني من نقص في تمويل لهذا المبلغ، وهو يقدر بحوالي 17،5 مليار ليرة، بسعر صرف (300 ل.س/$)، ونسبة لا تتجاوز 0،8% من نفقات موازنة الحكومة السورية لعام 2016 التي لا تحوي بنداً لإغاثة السوريين!.
114 ألف ولادة في الخارج تقدر الأمم المتحدة بان تعداد الاطفال السوريين الذين ولدوا في الخارج يبلغ 114 ألف طفل ولدوا من اللاجئين في خارج سورية، وإذا ما كانت النساء بين عمر 18-39 يشكلون نسبة 23% من اللاجئين، فإن هذا يدل على معدلات الزواج والخصوبة شديدة الانخفاض في ظروف اللجوء!.