أسعار البنزين الجديدة وسعر الصرف الغريب!
وفقاً لما تناقلته وسائل الإعلام فقد أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قرارها القاضي برفع أسعار البنزين من 130 إلى 140 ليرة، كما تم رفع أسعار الفيول من من 90 ألف ليرة للطن إلى 105 آلاف ليرة للطن.
ورغم أن المعلومات تفيد أن السعر السابق البالغ 130 ليرة لليتر هو من أعلى الأسعار في المنطقة، وهو الأعلى أيضاً بالنسبة لدخل المواطن السوري مقارنة بلبنان ومصر والأردن، إلا أن الحكومة، وما إن لاحت في الأفق ارتفاعات طفيفة بالسعر العالمي، حتى عادت لرفعه، فهل ارتفع السعر لمستويات قياسية حقاً؟!
تشير الأرقام العالمية لسعر البنزين في البورصات العالمية، أنه بلغ وفق أحدث الأسعار 13 نيسان 2015 حوالي 0,45 دولار لليتر الواحد، ومع احتساب سعر النقل بنسبة 10% من سعر الكلفة يصل سعر الليتر إلى 0,5 دولار، وعلى اعتبار أن سعر صرف الدولار وفق نشرة أسعار المركزي بلغت 215 ليرة/$ فإن سعر الليتر سيبلغ 108 ليرات.
أما إذا احتسبنا سعر البنزين، على أساس سعر الصرف وفق أسعار شركات الصرافة التي يضعها المركزي، فإن سعر الليتر سيبلغ 125 ليرة أي أقل من التسعيرة الجديدة.
وإذا افترضنا جدلاً احتساب سعر الليتر على أساس سعر الدولار التي مولت الحكومة التجار به مؤخراً أي (257 ليرة/$) والذي لا يعرف أحدٌ كيف تم اعتماده للتدخل، فكل نشرات المصرف المركزي لا تحوي هذا الرقم، فإن تكلفة الليتر الواحد هي 129 ليرة وهذه التكلفة افتراضية، فمادة البنزين يجب أن لا تمول كونها أساسية بالنقل يجب أن لا تمول بهذا السعر وإلا فما هو مبرر وضع السعر الرسمي للدولار لدى الحكومة عند الـ 215؟!
الطامة الكبرى مجدداً هي رفع سعر الفيول الضروري للصناعة، وقطاع الكهرباء الحكومي، والذي شهد ارتفاعاً بنسبة 17%، فكيف تستقيم سياسة رفع أهم مدخل من مدخلات الإنتاج، في ظل تصريحات الحكومة المستمرة عن سعيها لزيادة الإنتاج للتصدير وغيره!.
يبدو أن هذه الزيادة أتت استكمالاً لسياسات الحكومة في رفع أسعار مختلف السلع على حساب جيوب المواطنين البسطاء مبتعدة عن أموال الفساد والنهب والهدر.