أين وصل فقر السوريين في عام 2014؟!
بينما كان فقر السوريين في عام 2013 في حدود 50%، وبتعداد 11,5 مليون فقير، بينهم حوالي 7 ملايين يعيشون عند خط الفقر العام، و 4 ملايين في خط الفقر المدقع بحسب مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق في الشهر العاشر من 2013 ووفق معايير الجهات الدولية، التي تقوم على أساس دخل دولارين للفرد للفقر العام، ودولار للفقر المدقع. في عام 2014 انتقلت نسبة الفقراء وفق المعيار ذاته للأمم المتحدة أيضاً إلى حدود 90%.
ولكن بعيداً عن المعايير الدولية، فإن تقديراً منطقياً للفقر، يقوم على قدرة الأسرة المكونة من خمسة أشخاص، وهو وسطي الأسرة السورية، على تأمين حاجات معيشتها الرئيسية فقط، أما الفقر المطلق فهو يحدد بقدرة الأسرة على تأمين حاجاتها الست الضرورية الأولى، وهي الغذاء-المسكن- اللباس- النقل- التعليم- الصحة، والتي كان تقديرها في شهر 5- 2014 بمقدار 52690 ل.س، أما التقدير الجديد بعد ارتفاع تكاليف النقل، وأثر ارتفاع أسعار المازوت وسعر الصرف على تكاليف الحاجات الضرورية الست مرفق الجدول أدناه..
تكاليف الغذاء: تبلغ تكاليف الغذاء الضروري القائم على حاجة الفرد إلى 2400 حريرة من المواد الغذائية المنوعة يومياً بأسعار السوق السورية في نهاية عام 2014 مقدار: 6000 ل.س، وبالتالي فإن تكاليف الغذاء الضروري لأسرة من خمسة أشخاص تبلغ: 30 ألف ل.س، دون احتساب المشروبات الرئيسية الشاي، والقهوة.
تكاليف المسكن: 12500 تقديرات كلف الأجار محسوبة على أساس أسعار الأجارات في ضواحي دمشق ومناطق السكن العشوائي من جهة، وعلى أساس كلف الغرف الطلابية التي لا تقل عن 15 ألف ل.س.
تكاليف الألبسة: بافتراض تكلفة شهرية، لا تتجاوز 1500 ل.س شهرياً، بتوزيع حاجات اللباس الرئيسية على أشهر السنة.
تكاليف النقل: 5 أشخاص يتحرك 3 منهم، بتكلفة نقل 100 ل.س يومياً للشخص، فإن تكلفة النقل للأسرة شهرياً 9 آلاف ليرة سورية، بينما كانت تكاليف النقل من ضمن نفقات الأسرة، لا تتجاوز 900 ل.س في عام 2009.
تكاليف التعليم: بتقدير وسطي للكلفة الموزعة شهرياً باعتبارها 1500 ل.س. بناء على تقدير تكاليف مرحلة بداية العام، وتوزيعها.
تكاليف الصحة: 1500 ل.س معاينة شهرية واحدة مع الأدوية.
وهو ما يعني بأن حاجة الأسرة السورية في الشهر، تبلغ 56000 ل.س، وأي أسرة مكونة من خمسة أشخاص تحصل على دخل شهري أقل من ذلك هي في دائرة الفقر المطلق.
الفقر والأجر
يقابل هذا الرقم الوقائع التالية:
متوسط الأجور في القطاع العام: 20 ألف ل.س، أما متوسط الأجور الإجمالي فيعتمد على النشاط الاقتصادي في القطاع الخاص، الذي يعاني من تراجع كبير، ومن مستويات أجور متدنية في الظروف الحالية، مع وصول معدلات البطالة إلى نصف القوى العاملة في سورية بحسب تصريحات وزارية، متوافقة مع تقديرات أجرتها دراسات بحثية معتمدة على الأرقام الحكومية.
مستويات الإعالة ارتفعت إلى حد بعيد، فبينما كان صاحب دخل يعيل أكثر من أربعة أشخاص قبل الأزمة، فإن هذا الرقم انتقل إلى أكثر من 6 أشخاص وفق حسابات تقديرية لقاسيون عام 2014.
أجور الحد الأدنى 56 ألف ل.س
بدلاً من 13 ألف!!
إن الحد الأدنى للأجور في ظروف الحرب يجب أن يقي العائلة السورية الوسطية من الفقر المدقع في أدنى الحالات، أي يجب أن ينتقل الحد الأدنى للأجور من 13700 ل.س حالياً ، إلى 56000 ل.س!
أما الأجور الوسطية فيجب أن تغطي متطلبات المعيشة الإجمالية، والتي قدرت في 2014 لأسرة 5 أشخاص، بمبلغ 90 ألف ل.س، لسد حاجات سلة الاستهلاك الرئيسية المحددة حكومياً، وبالشكل اللائق المطلوب.