شح المازوت والفيول يوجهان الأنظار إلى الرياح مشروع مزارع ريحية لإنتاج 105 ميغا واط من الكهرباء..

شح المازوت والفيول يوجهان الأنظار إلى الرياح مشروع مزارع ريحية لإنتاج 105 ميغا واط من الكهرباء..

أجمع خبير بيئي ومهندس كهرباء، فضلا عدم ذكر اسميهما، على أهمية توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الرياح، في إشارة إلى وصول مجموعة من العنفات الريحية لمرفأ طرطوس، طول جسم الواحدة منها يصل إلى 70 متر، بغرض تركيبها والاستفادة منها في توليد الكهرباء، وبالتالي تحسين وضع التيار الكهربائي، بعد أن وصلت ساعات التقنين إلى 12 ساعة بسبب الأعطال ونقص الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد..

وأكد خبير بيئي لجريدة قاسيون أن توليد الكهرباء من طاقة بديلة من حيث المبدأ أمر جيد، وتعتبر الطاقة الشمسية وطاقة الغز الحيوي هي الاقل تكلفة والاعلى مردودية وخاصة للاستهلاك المنزلي والمشاريع الصغيرة كالمزارع والورش، في حين تعتبر تكاليف الإنشاء والتركيب للمزارع الريحية مرتفعة كثيراً، وتصل إلى مليون ليرة سورية للعنفة الواحدة في حدها الادنى قبل الأزمة،  ولا تصلح لأن يتم اللجوء إلى انشائها من قبل أفراد بسبب تكاليفها العالية.

ومن جانبه أيد خبير الكهرباء هذه الفكرة معتبراً إنشاء مزارع ريحية غير جاذبة للمستثمرين، نظراً للمدة الطويلة والتي تتجاوز خمس سنوات حتى تبدأ المزارع بدر الربح على مؤسسها، وبالتالي هي مشاريع من الأجدى أن تقوم بها الدولة عوضاً عن المستثمرين.

محدودية الأضرار

كما لفت الخبير البيئي إلى أن الأضرار الجانبية لمزارع الرياح،  تتعلق بخط هجرة الطيور، الذي تدعو المنظمات الدولية المختصة بحماية الحيوان إلى تجنب إنشاء مزارع رياح في تلك الخطوط.

وبدوره الخبير في الكهرباء، نفى وجود أضرار ناجمة عن إقامة مزارع ريحية فيما يتعلق بالأرض المقامة عليها تلك المزارع، حيث تبقى صالحة للزراعة والرعي حتى مع وجود العنفات، باستثناء ما ينتج عنها من ضجيج..

موقع واحد معلن

وتعد الريح، مثلها مثل باقي أنواع الطاقات المتجددة، لا يمكن الاعتماد عليها بصفة مستديمة، فأي بقعة على الأرض قد تتعرض لرياح عاتية في بعض الأوقات، وقد تتوقف عندها الريح تماماً في أوقات أخرى وللتغلب على مشكلة تذبذب الطاقة، نتيجة لتغير سرعة الريح، يجب أن يواكب برنامج إنشاء محطات قوى تعمل بطاقة الريح، برنامجاً آخر لحفظ الطاقة، إما على صورة طاقة كهربية في بطاريات، أو طاقة ميكانيكية تستخدم في رفع المياه إلى أعلى فوق جبل مثلاً، ثم إعادة استخدام هذه المياه في توليد الكهرباء عندما تضعف الرياح.

وكانت وزارة الكهرباء حددت في مذكرة التفاهم الموقعة مع المجمع السوري الأوروبي، موقعاً واحداً لتنفيذ مشروع مزرعة ريحية باستطاعة 5 ميغا واط على أساس مفتاح باليد بموجب عقد بالتراضي وبتسهيلات وأسعار تشجيعية من قبل المجمع السوري الأوروبي إضافة إلى إنشاء مزرعة أو مزارع ريحية باستطاعة إجمالية قدرها 100 ميغاواط في مواقع ريحية واعدة، وصولاً إلى طاقة إجمالية قدرها 105 ميغا واط.

وبحسب المعلومات، إن العنفات الريحية المصنعة من قبل المجمع السوري الأوروبي تصل استطاعة الواحدة منها إلى 2.5 ميغا واط، أي أن تنفيذ المشروع المعلن عنه من قبل وزارة الكهرباء (إنتاج 105 ميغا واط) يحتاج إلى 50 عنفة ريحية.

وذكرت وزارة الكهرباء أن استراتيجيتها تتضمن تركيب أكثر من 2500 ميغا واط من العنفات الريحية لغاية عام 2030، لإنتاج نحو 7 مليارات كيلوواط ساعي من الطاقة الكهربائية.

وتتمتع سورية بكمون ريحي نظري لإنتاج الطاقة الكهربائية، يقدر بنحو 80 ألف ميغا واط، ولديها العديد من المناطق الواعدة ريحيا لإنتاج هذه الطاقة.

مبررات المشروع

ويأتي توجه وزارة الكهرباء إلى مصادر الطاقة البديلة  من الرياح والشمس، انطلاقا من محدودية الموارد المحلية من النفط والغاز، بهدف تلبية جزء من الطلب على الطاقة بشكل عام والطاقة الكهربائية بشكل خاص، وفقاً للوزارة.

وكانت وزارة الكهرباء وقعت نهاية تشرين الأول 2013، مذكرة تفاهم مع “المجمع السوري الأوروبي للصناعات الثقيلة”، يتم وفقها إنشاء مزارع ريحية في المناطق الواعدة ريحياً باستخدام العنفات الريحية المصنعة والمجمعة في معمل المجمع، ومن ثم دعت في شباط 2014 المستثمرين الراغبين بتنفيذ مزارع ريحية، للقيام بإنشاء مشاريعهم بمناطق مختلفة واعدة ريحياً.

ويعتبر المجمع السوري الأوروبي للصناعات الثقيلة، المتخصص في تصنيع العنفات الريحية هو الأول في منطقة الشرق الاوسط باستطاعة تقدر بـ 2.5 ميغاواط لكل عنفة، حيث تعمل نحو 25 سنة كما يتعاون مع شركات عالمية متخصصة لتصنيع منتجاته وبمواصفات عالمية وفق النظم العالمية المعتمدة.

كما أوضح رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي بداية عام 2014، وجود صعوبة في تأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، التي تحتاج كل يوم إلى 35 ألف طن مكافئء نفطي، لافتا إلى أن وزارة الكهرباء تقوم بالتعاون مع وزارة النفط بتأمين ما أمكن من مادتي الفيول والغاز التي يمكن أن تؤدي إلى تأمين الطاقة المطلوبة خلال المرحلة القادمة، علماً أن إنتاج سورية من النفط انخفض من 350 ألف برميل يومياً قبل الأزمة، إلى 10 آلاف برميل نفط خلال الأزمة.

يشار إلى أن البيانات الإحصائية الموجودة لدى وزارة الكهرباء، كانت أشارت إلى أن الطلب على الكهرباء وصل في 2012 إلى نحو 50 مليار كيلو واط ساعي، ومن المتوقع أن يزداد هذا الطلب في 2013 ليصل إلى 148 مليار كيلو واط ساعي، وأن الطلب على الكهرباء ازداد 15% في الذروة قياساً بـ2010.

أفضل المناطق للمشروع

وتعتمد الطاقة المتاحة في الرياح بصورة حاسمة على سرعتها، حيث تتضاعف الطاقة إلى ثمانية أمثالها كلما زادت سرعة الرياح إلى المثلين، والمتوسط السنوي لسرعة الرياح يتفاوت من أقل من ستة أميال في الساعة في بضع مناطق، إلى 20 ميلاً في الساعة في بعض المناطق الجبلية والساحلية، والسرعات التي تبلغ أو تزيد على 12 ميلا في الساعة في المتوسط، هي السرعات المناسبة لكي تكون الآلة الريحية المولدة للكهرباء اقتصادية، ويمكن أن تتوافر في مناطق واسعة. وتبلغ طاقة الرياح الكونية المتوقعة ما يعادل تقريباً خمسة أضعاف الاستخدامات الكهربائية الحالية على مستوى العالم، وحيث إن القوى المتاح توليدها من الرياح ترتفع بارتفاع مكعب سرعة الرياح، لذلك فإن المناطق ذات الرياح الشديدة سوف تشهد تطوراً كبيراً في هذا المجال.

والجدير بالذكر إن ما يقرب من 2% من ضوء الشمس الساقط على سطح الكرة الأرضية يتحول إلى طاقة حركة للرياح، وتزيد هذه الكمية من الطاقة كثيراً على ما يستهلك من الطاقة في جميع أنحاء العالم في أي سنة من السنين.

آخر تعديل على الأحد, 28 أيلول/سبتمبر 2014 11:26