(مولود) في الأزمة.. 9 أشهر بـ 130 ألفاً!

(مولود) في الأزمة.. 9 أشهر بـ 130 ألفاً!

باتت مراحل الحياة الطبيعية للإنسان مكبلة بكثير من القيود بسبب مضاعفة تكاليف معيشة المواطن السوري لثلاث مرات تقريباً، وأصبح التفكير بالناحية المادية أولوية مطلقة عند الإقدام على أي خطوة، مهما حملت هذه الخطوة في طياتها من معان ومشاعر خاصة

حتى ما يتعلق منها بأبسط الأمور وأكثرها أهمية في الوقت نفسها ، ألا وهو إنجاب الأطفال!..
فلم يعد التفكير بإنجاب طفل يقتصر على كيفية تربيته اجتماعيا، بل بات من الأهمية بمكان التفكير بالقدرة المادية للأبوين على تحمل تكاليف الحمل بداية والولادة ثانياً وتجهيز مستلزمات الطفل ثالثاً وليس أخيراً.

ومن المعروف أن العناية الصحية والمراقبة الطبية للحامل شرط ضروري لإتمام مرحلة الحمل بسلام، ما يعني زيارات دورية للطبيب على مدى الأشهر التسعة، أي تحمل نفقات المعاينة خلال تلك ألفترة والتي لا تقل عن ألف ليرة شهرياً، يرافقها مبلغ مماثل (ألف ليرة) وسطيا ثمن الفيتامينات والحديد اللازمة للمرأة الحامل، وهذه التكاليف ثابتة يضاف إليها نفقة أي طارئ قد تتعرض له الحامل خلال أشهر حملها، دون نسيان ضرورة التغذية الجيدة للحامل والتي تعني مزيداً من التكاليف بسبب ارتفاع سعر المواد الغذائية كافة وخاصة الفاكهة والخضار والحليب ومشتقاته، وهي من أهم المواد التي يوصى بها للحامل، والتي يصعب احتساب تكلفتها.

القيصرية غالباً .. و(الديارة)

ومع نهاية الثلث الثاني من الحمل، واقتراب موعد الولادة، تبدأ الأمور تأخذ مجرى أكثر إنفاقاً إن صح التعبير، وذلك بسبب ضرورة شراء (الديارة) للطفل الجديد، والتهيؤ للولادة التي من الممكن أن تصل تكلفتها إلى 75 ألف ليرة سورية.
وتختلف تكلفة الولادة بين طبيب وآخر وبين مشفى ومشفى حتى للطبيب الواحد، وفي الوقت نفسه باتت الولادة القيصرية خياراً مفروضاً من الطبيب قبل الوضع الصحي للأم والجنين، حيث يرفض معظم الأطباء في الوقت الحالي الولادة الطبيعية ويصرون على العمل الجراحي حتى لو لم يكن له داع، وبالعموم تتراوح أسعار الولادة القيصرية بين 30 ألف و75 ألف ليرة سورية، يتبعها ثمن أدوية الالتهاب والمقويات اللازمة للأم بعد الولادة.
أما ديارة المولود كاملة، من ملابس فقط، وبمعدل قطعتين أو ثلاث من كل نوع سواء كانت ملابس داخلية أم خارجية (بيجامة عدد 2، أفرول عدد 2، الخ....)، إضافة لحرام لتغطية المولود، تصل تكلفتها إلى 28 ألف ليرة وسطياً، دون الحديث عن محلات الماركات التي يصل سعر القطعة الواحدة لديهم إلى 5 آلاف ليرة سورية!

سرير وفراش!

وبالنسبة لأسعار الأسرة حديثة التصميم، في ظل تراجع الإقبال على الأنواع الخشبية والمعدنية من الستانلس ستيل، تراوحت أسعار تلك الأسرة من 13 ألف وهو بتصميم بسيط ودون أية ميزات، إلى 55 ألف من النوع الممتاز وبمواصفات عالية، إلا أن أياً من هذه الأسرة مهما كان سعرها لا تحتوي على فراش للنوم، مايعني أن تفصيل أو شراء فرشة النوم تكلفة مضافة حتماً.. ومن المستلزمات الهامة للمولود الجديد الكرسي الهزاز بلغ سعره وسطياً 12 ألف ليرة سورية.

المراحل الأولى بعد الولادة..

يجب تأمين مجموعة من المستلزمات المتعلقة بنظافة المولود من شامبو وصابون ومعقمات وأدوية المغص والنفخة وخافض الحرارة لضرورتها منذ الأيام العشرة الأولى لولادته.
وتعتبر الزيارة الدورية لطبيب الأطفال أمراً واجباً منذ الأسبوع الأول من الولادة، وتتكرر تبعاً للحالة الصحية للطفل، وبالمجمل تتباين أجور المعاينة بين أطباء الأطفال حسب  المنطقة والخبرة العملية للطبيب، فهناك من يطلب 600 ليرة وهناك من يطلب 1500 ليرة لكل زيارة.
حسبة وسطية.. لأشهر الحمل وما بعدها
بناء على التقديرات الوسطية المذكورة سابقاً نستطيع تقدير تكلفة وسطية لأسرة جديدة، تنجب طفلاً في سورية عام 2014 بالشكل التالي:
• مرحلة الحمل (18 ألف): متضمنة معاينات الطبيب وأدوية الأم وألفيتامينات.
• الولادة (45 ألف): بتقدير وسطي حيث تختلف التكلفة بحسب المستشفى بين 30 ألف ل.س-75 ألف ل.س.
• الديارة (28 ألف): مجموع الملابس الضرورية في المرحلة الأولى بمعدل قطعتين من كل نوع.
• مستلزمات رئيسية: سرير الطفل (25 ألف) + الكرسي الهزاز (12 ألف)+ مستلزمات العناية بصحة ونظافة المولود (5 آلاف)
المجموع:  133 ألف ليرة سورية بالحدود الوسطى.
133 ألف ل.س تعادل الدخل الوسطي لأكثر من ستة أشهر ونصف!
بالتالي على (الأسرة الشابة) أن تنفق كل الدخل الوسطي لمعيلها لأكثر من نصف عام لتؤمن تكاليف إنجاب طفل!.
وفي هذا شرخ جديد في تكاليف المعيشة في سورية عام 2014..