تضييق الخناق على دمشق.. نقطة تلاق..!
تشهد العاصمة دمشق خناقاً اقتصادياً يعود بجزئه الهام إلى الحالة العامة المتمثلة بالأزمة الاقتصادية المشتركة والمتمثلة بصعوبات تأمين المواد الأساسية والتي تمثل شريان أي اقتصاد.
ولكن يضاف إلى هذا العام خصوصية العاصمة السورية بكثافتها السكانية الكبيرة والتي تكشف منذ سنوات عن الخلل في تناسب البنى التحتية والمرافق مع تزايدها السكاني من جهة، ليضاف إلى ذلك التركز الكبير لقوى الفساد ووزنها وأدواتها في دمشق، الناتج عن مركزية الموارد وجهاز الدولة سمة النموذج السوري السابق.
يضاف إلى هذا وذاك الاعتداءات على قطاعات حيوية هامة تخدًّم العاصمة والهادفة إلى تصعيد الاضطراب والاحتقان الاجتماعي الذي لم يسمح التصعيد الأمني والمواجهات بوصوله بالشكل المباشر.
اليوم يتوقف إمداد العاصمة والمنطقة الجنوبية بشكل كامل بمادة البنزين بعد تخريب مقصود لأنبوب النفط الذي يزودها.
بينما لا تزال مادة المازوت صعبة المنال وكذلك الغاز المنزلي الذي تشير المعلومات إلى أن إنتاجه لا يعاني النقص إلّا أن عملياته نقله هي المشكلة.
بينما معامل عدرا القريبة من العاصمة تُسقط نسبياً حجة النقل ليترك لفساد التوزيع الدور الأكبر في نقص هذه المادة الحياتية الهامة والتي تتأمن بسعر أعلى من سعر الدولة بمقدار 400 %.
وكذلك لا تزال طوابير الأفران في العاصمة المزدحمة هي الأطول على مستوى سورية مع كل ما يحمله « طول الطوابير « اليوم من إشارات تدل على مستوى الأزمة وتجاوزها كافة الخطط الحمراء.
ليضاف الفساد كلاعب رئيسي في تضييق خناق دمشق الاقتصادي مضيفاً نقطة أخرى يشترك فيها مع كل من يعتدي على لقمة السوريين ومدنهم وجهاز دولتهم..