رغم بيعه 100 مليون دولار..  «المركزي السوري»  يفشل في تحقيق استقرار الليرة

رغم بيعه 100 مليون دولار.. «المركزي السوري» يفشل في تحقيق استقرار الليرة

 منذ مطلع شهر تشرين الثاني بدأ المصرف المركزي السوري بأول مزاد لبيع القطع الأجنبي لشركات الصرافة، لتصل بالمحصلة إلى أربع مزادات متتالية خلال الشهر ذاته، 

وبما يقارب 100 مليون دولار،  وبسعر اقتطاع تراوح بين 51،30 - 53 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد، ولكن هل حقق المركزي السوري غايته من وراء هذه المزادات المتتاليةلعملية بيع الدولار؟! وهل ساهم بالفعل في تهدئة السوق السوداء التي تلحظ طلباً متزايداً على الليرة السورية؟! وهل أدت هذه المزادات لتراجع سعر الدولار في السوق غير النظامية كما وعد حاكم المركزي؟! وفي حال فشله، فكيف يمكن تبرير خطواته التي تفرط بالاحتياطي النقدي السوري؟!

تدخل المركزي في سوق القطع الأجنبي لم يحقق استقراراً في سعر الصرف، فالدولار قفز وللمرة الأولى منذ نحو ثمانية أشهر إلى نحو 50،70 ليرة سورية، وذلك وفق نشرة أسعار المصرف المركزي السوري، مرتفعاً بنحو 3 ليرات تقريباً منذ مطلع تشرين الثاني مقابل الدولار، وذلك ضمن سلسلة متلاحقة من الارتفاعات،  وإذا ما عرجنا على السوق السوداء،فإننا نجد أن أسعار صرف الدولار قد وصلت فيه إلى 57 ليرة سورية مقارنة بنحو 51 ليرة سورية في مطلع الشهر ذاته، ولكي لا يفكر أحد أننا نقدم أحكاماً مطلقة، ليبرر فيما بعد بالقول: «إنه لولا تدخل المركزي لوصل سعر الدولار إلى ما يتجاوز الـ60 ليرة»، وهذا قول مشروع من حيث المبدأ، ولكن من حقنا أن نتساءل، هل من حق المركزي التلاعببالاحتياطي النقدي لدى سورية كنوع من التجريب، رغم فشل تدخلاته السابقة في تحقيق استقرار لليرة السورية بالحد الأدنى؟! وهل لمس المركزي فعلاً دوراً إيجابياً لتدخلاته، بما يفوق جريمة التفريط باحتياطنا النقدي بما نجهله نحن حتى الآن؟!