إنتاج الدولة للدواجن: خطط وعمل ينقذ القطاع.. إن حصل!
خسارات قطاع الدواجن كبيرة بمقدار توسع هذا القطاع، فهو يساهم بنسبة كبيرة من الإنتاج والمنتجين من جهة، ومكون أساسي من الاستهلاك من جهة أخرى، فالقطاع الذي يرتبط به نسبة 5% من السوريين، ويقدر عدد العاملين فيه بـ 700 ألف عامل تعرض لخسارات كبرى، حيث توقف الإنتاج الخاص في بعض المحافظات بنسبة 90% كما في محافظة إدلب
بالمقابل فإن القطاع العام المتمثل بالمؤسسة العامة للدواجن، أثبت إمكانياته على الاستمرار بالعمل، كونه أكثر استقراراً من القطاع الخاص ومنشآته الصغرى، التي تتأثر بتغيرات سعر الصرف، وصعوبات الاستيراد، ومع ذلك فإن خساراته كانت كبيرة كذلك، إلا أن مساهمته الضعيفة بالسوق ليست نتيجة لضعف إنتاجه، وإنما لارتباطه بالتوزيع لجهات محددة في القطاع العام. تضع المؤسسة العامة للدواجن خططا واعدة قد تؤثر كثيراً على مساهمتها في سوق الاستهلاك المحلي، وبالتالي في تحديد مستويات الأسعار، هذه الخطط تنتظر الإقرار والمبالغ المالية الضرورية والكفيلة إذا ما طبقت بشكل صحيح بتخفيض أسعار البيض والفروج التي ارتفعت 4-5 أضعاف، وخرجت من عادات الغذاء اليومية إلى مصاف الترف..
وللتعرف على دور المؤسسة العامة للدواجن في تأمين مادتي الفروج والبيض، وخطتها للعام 2014، في ظل فقر السوق بالبيض والفروج، وضعف قدرة القطاع الخاص وحده على تلبية الطلب نظراً للصعوبات التي أفرزتها الظروف الحالية. التقت (قاسيون) مدير عام المؤسسة العامة للدواجن سراج خضر وكان الحديث التالي..
بداية للتعرف على طبيعة عمل المؤسسة وهدفها الأساسي، قال سراج خضر "تعتبر المؤسسة العامة للدواجن مؤسسة اقتصادية تابعة لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، هدفها إنتاجي بالدرجة الأولى، وليس تجاريا، من خلال مداجنها ومنشآتها في المحافظات كافة،وتنتج بيض المائدة وفروج المائدة والصوص الفروج والصوص البياض، وتعتبر جهات القطاع العام خطوط تصريف إنتاجها الأساسية، بينما تصدر الفائض أو تطرحه للاستهلاك المحلي، من خلال صالات ومنافذ التدخل الإيجابي أو من خلال منافذ بيع خاصة بها."
وأضاف خضر "تسعى المؤسسة لأن تكون صمام أمان للحفاظ على أسعار هذه المواد، بعد أن أثبت القطاع العام دوره في الأزمة بضبط الأسعار، عكس القطاع الخاص المرتبط بشكل أكبر بالتغيرات الحاصلة".
خسارة 150 مليون بيضة
وعن الخسائر التي لحقت بالمؤسسة، بين مدير عام المؤسسة سراج خضر أن" المؤسسة خسرت أربعاً من منشآتها، في الرقة والحسكة والمعرة وحلب، والأخيرة كانت تعتبر منشأة رئيسية بخطوط إنتاجها الثلاتة، في الوقت الذي كان إنتاج المنشآت الأربع التي خرجت عن الخدمة يصل إلى 150 مليون بيضة سنوياً".
وتابع خضر إن "نسبة التخريب وصلت إلى 40% من طاقة المؤسسة، في الوقت الذي بلغت فيه الكلفة التقديرية للخسائر بالإجمال حوالي 3مليار و 500 مليون ل.س، علماً أنه رقم تقديري، بسبب عدم قدرتنا على الوصول إلى المناطق كافة لحصر الأضرار بدقة"، لافتاً إلى "أنه تمت استعادة منشأة الحسكة، دون القدرة على تشغيلها حتى الآن".
استيراد ضروري.. يزيد الكلف
استوردت المؤسسة العامة للدواجن الدفعة الأولى من بيض تفريخ أمات البياض والبالغة حوالي 100 ألف بيضة، وذلك وفقاً للخطة الإنتاجية للمؤسسة لموسم 2014، وسيتم استيراد الدفعة الثانية من بيض تفريخ آمات البياض والبالغة حوالي 90 ألف بيضة، خلال شهر أيار القادم ووضعها في منشأة صيدنايا في ريف دمشق، لتأمين حاجة المؤسسة والقطاعين العام والخاص على حد سواء خلال العام الحالي، دون حدوث أي نقص في الكميات كما حصل في عام 2013. وفيما يتعلق بإمكانية الاستغناء عن استيراد الفراخ أي المستوى الأول من عملية تفريخ وإنتاج الدواجن، نفى خضر قدرة المؤسسة على ذلك "خاصة مع احتكار سر إنتاج عروق الدجاج من قبل الشركات العالمية الكبرى، ما يحتاج إلى عمل لعشرات السنوات ومعادلات وراثية دقيقة، لإنتاج جدات البياض وصولاً إلى تأصيل الدواجن".
وعن إيجاد بدائل لاستيراد الأعلاف، اعتبر مدير عام مؤسسة الدواجن أنه في الوقت الحالي لا يوجد أي بدائل، علماً أن دراسات وأبحاثا علمية وزراعية معمقة كانت تجري وتوقفت بسبب الأزمة، منوهاً إلى أن أعلاف الدواجن من الذرة والصويا مرتبطة بدول محددة هي كندا والأرجنتين وأمريكا وأوكرانيا.
ولكن مع ذلك فإن تأمين أمات البياض وأمات الفروج، في المستوى الثاني، مسألة ممكنة محلياً، وكانت تتم في بعض منشآتها، ومنها منشأة مرج السلطان في الغوطة الشرقية، التي تعتبر إحدى الخسائر الهامة للمؤسسة، وخطة توسيع الإنتاج الحالية، قد تسمح إذا ما تم استلام المبالغ المالية المطلوبة بتأمين الصوص لإنتاج القطاعين العام وجزء هام من الخاص.
بانتظار المخصصات المالية
المؤسسة العامة للدواجن طلبت مبالغ لخطتها السنوية لعام 2014، والتي وضعت فيها أهداف تفصيلية وخطوط عريضة، حيث وفق إعلانات سابقة لإدارة المؤسسة فإن منشآت طرطوس واللاذقية وحمص تخطط لمضاعفة طاقتها الإنتاجية، أما في التصريحات الأحدث فقد تم الإعلان بأن المبلغ المخصص لخطة إسعافية سيكون حوالي 165 مليون ليرة، من شأنها زيادة الإنتاج بنسبة 20%، وهو أقل من المبلغ الذي طلبته المؤسسة، ولم تستلمه بعد، ولكن إدارة المؤسسة تعهدت بأن يبدأ العمل وفق أولويات الخطة.
تفاصيل من الخطة
بمجرد استلام المبالغ المالية المرتقبة، سيتم البدء بتحويل جزء من حظائر قسم الفروج في منشأة دواجن صيدنايا إلى قسم أمات البياض، لتعويض النقص في إنتاج صوص البياض في السوق، نتيجة توقف منشأة الغوطة الشرقية، ويعمل القسم حالياً بنصف طاقته والبالغة 2 مليون صوص سنوياً، ومازال يحتاج 12 مليون ل.س لإتمام تحويله. ومن أولويات الخطة العمل على تحويل حظائر تربية الدجاج البياض من نظام أرضي إلى نظام بطاريات أو طوابق في منشأة دواجن طرطوس، بكلفة مالية تقدر بـ 80 مليون ليرة ما يزيد من إمكانيات تربية الدجاج البياض بمقدار 50 ألف، ليصل إلى 75 ألف دجاجة، الأمر الذي سيضاعف الإنتاج، وبالتالي زيادة عرض بيض المائدة في السوق، وذلك بالاستفادة من عنصر المساحة بشكل أكبر . رصدت مؤسسة الدواجن مبلغ 5 ملايين ليرة لمنشأة دواجن حمص لتأهيل الحاضنات والمفاقس، ومبلغ 8 ملايين ليرة لتركيب مولدات كهربائية ذات طاقة أعلى في كل من منشأة القنيطرة ومنشأتي طرطوس والسويداء، نتيجة الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي الأمر الذي يؤثر على الدجاج المربى في الحظائر.
أرقام في تراجع الانتاج.. وزيادة التكاليف
تراجع إنتاج المؤسسة المطروح في السوق يقدر وسطياً بـ 60% موزعة بالشكل التالي على المنتجات المختلفة:
60% البيض: 375 مليونا 266 مليوناً.
72% الفروج الحي: 3571 طنا 2590 طنا.
59% صوص الفروج: 13.65 مليون صوص 8 مليون.
59% بيض تفريخ الفروج: 18,3 مليون بيضة 10,9 ملايين.
51% صوص البياض: 4 مليون بيضة 2 مليون.
54% بيض التفريخ: 11,3 مليون بيضة 6,1 مليون.
تجاوزت أضرار المؤسسة منذ بدء الأزمة 3.5 مليارات ليرة، منها 375 مليون ليرة أضرارا إنتاجية مباشرة ناجمة عن سرقات الأعلاف والقطعان والأدوية البيطرية والبيض، في حين كانت الأضرار الإنتاجية غير المباشرة 485 مليون ليرة بسبب انخفاض كميات إنتاج المؤسسة في ظل الأزمة الحالية، وما تبقى من خسائر هي قيمة أبنية ومنشآت ومعدات غيرها.
توزيع التكاليف
• الأعلاف والأدوية المستوردة: 73%
• الصوص المحلي: 23%
• النقل+العمالة+النشارة+التدفئة: 4%
تكلفة كغ الفروج الحي المقدرة اليوم: 375 ل.س، تقابلها أسعار السوق 800 ل.س/للكغ بالحد الأدنى، أي أن الربح ضعف التكلفة تقريباً..