الحمضيات لا تجد طريقاً للأسواق... ومطالب التصدير مصيرها مجهول

الحمضيات لا تجد طريقاً للأسواق... ومطالب التصدير مصيرها مجهول

ازدادت المخاوف هذا العام من استمرار الهدر في محصول الحمضيات وعدم الاستفادة منه عبر التصدير أو الاستهلاك المحلي، وذلك مع التوقعات بوصول المحصول بالعموم إلى 1 مليون و200 ألف طن تقريباً، فضلاً عن زيادة هذه الكمية عن الحاجة المحلية التي لا تتجاوز 700-800 ألف ضمناً حاجة المعامل.

ولا يتجاوز معدل استهلاك الفرد السوري من الحمضيات 25-30 كغ، فيما يستهلك الفرد في دول أخرى غير منتجة مثل ألمانيا 75 كغ سنوياً.
محصول العام الماضي لم يستجر بكفاءة
وحول دور مؤسسة الخزن والتسويق في استجرار وتسويق محصول الحمضيات، قال مدير عام المؤسسة العامة للخزن والتسويق حسن مخلوف: إنه "تم عقد عدة اجتماعات لبحث تسويق محصول الحمضيات لهذا العام، وآخرها كان في محافظة اللاذقية حيث تم التوصل إلى وضع أسعار للمحصول، والاتفاق على تسويق الحمضيات لمحافظات حمص ودمشق وريفها والسويداء من المنطقة الساحلية، على أن تقوم المؤسسة بتسويق كميات بين 100-150 ألف طن من المحصول، علماً أن الأوضاع ستكون المحدد الأول للكميات التي ستتمكن المؤسسة من تسويقها".
وفيما يخص محصول العام الماضي بيّن مخلوف إنه "في العام الماضي لم تتمكن المؤسسة من استجرار أكثر من 25-30 ألف طن، كما أنه لم يتم تصدير الكميات الفائضة على حد علمنا".
وأضاف مخلوف إن "المؤسسة تعمل للوصول مباشرة للمزارع واستبعاد حلقات الوساطة، كما نسعى عبر اتحاد المصدرين لتنشيط عملية التصدير لعدة دول بما يعود بالنفع وتأمين قطع أجنبي للخزينة"، منوهاً إلى أن "عملية التصدير لن تتوقف على الاتفاقية الموقعة مع جمهورية إيران الإسلامية، بل هناك مساع لفتح أسواق العراق، وأخرى في روسيا".
وعن الارتفاع الكبير في الأسعار مقارنة بفائض الإنتاج، قال مدير عام الخزن إن "ارتفاع تكاليف الإنتاج لثلاث مرات عن السابق وأجور النقل وصعوبة تأمين المستلزمات الزراعية، ساهمت في رفع الأسعار، وليس عملية التصدير".
وقررت المؤسسة العامة للخزن والتسويق خفض سعر التخزين في برادات المؤسسة بنسبة 50%، وذلك لتخفيف الأعباء عن المنتجين وتأمين شروط أوسع لتسويق المنتج لفترة أطول، وعدم ضخ كميات كبيرة في السوق خلال فترة زمنية قصيرة.‏
مطالب بالتصدير وتنشيط التسويق
من جهته طالب "اتحادا فلاحي اللاذقية و طرطوس" ورؤساء مكاتب الروابط الفلاحية ورؤساء مكاتب التسويق، بفتح باب تصدير الحمضيات، وخاصة أن المنتج السوري خال من الأثر المتبقي تماماً ومن أي نوع من السموم والمبيدات ما يجعله منافساً في الأسواق الخارجية بجودته.
من جانبه بيّن رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية حكمت خليل أنه "تم الاتفاق على تسويق من 150 إلى 200 ألف طن من الحمضيات عن طريق المؤسسة العامة للخزن والتسويق التي تمتلك أسطولاً من السيارات الحديثة والمبردة وخبرات بهذا المجال تقدم كل التسهيلات والعبوات البلاستيكية وأجور النقل والتبريد مجاناً من أرض الإنتاج".
وأضاف خليل إن "مستلزمات الإنتاج ارتفعت بشكل ملحوظ من الأسمدة وأسعار العبوات التي ارتفعت أيضاً، ما يرهق المزارع إضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية واليد العاملة وأجور النقل والمحروقات..".
موسم 2013.. كلف إنتاج وأسعار تأشيرية
توقعت مديرية الزراعة باللاذقية أن يبلغ إنتاج الحمضيات هذا العام 900 ألف طن، وعلى مستوى القطر 1.150 مليون طن، 940 ألف طن منتجة من محافظة اللاذقية والباقي من محافظة طرطوس، فيما يقدر الفائض بحوالي 60 % من الإنتاج، أما تكلفة إنتاج الكغ الواحد فتبلغ أكثر من 22 ل.س، حيث ارتفعت كلف المستلزمات ثلاث مرات بحسب رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية، وحول كلف التخزين والنقل أشار إلى أن  سعر العبوة العام الماضي ارتفع من /13/ ليرة إلى /33/ ليرة، وارتفعت أجرة النقل من الحقل إلى أسواق طرطوس من 600 ليرة إلى 1200 ليرة، ومن الحقل إلى دمشق من /3/ آلاف ليرة إلى /8/ آلاف ليرة.
أنواع وأسعار تأشيرية
بناء على إمكانية تسويق جزء كبير من الإنتاج في العام الحالي من الخزن والتسويق، فإن أسعاراً تأشيرية حددت للمحاصيل، وللأنواع المتبانية من الحمضيات، وهي أسعار تسويقية من (بيارات الحمضيات) يدخل ضمنها هامش ربح يبلغ بالحد الأدنى 20% من السعر ويوزع بين المؤسسة والفلاحين. وذلك على اعتبار التكلفة الوسطية للكغ 22 ل.س/كغ بحسب مديريات الزراعة في المحافظات المنتجة.
وتشير أسعار السوق الأولية الآن إلى تقارب مع السعر التأشيري حيث بلغ سعر كيلو البوملي والبرتقال أبو صرة بداية العام الحالي (2013) 35-45 ليـــرة، وسعر كيلو الكرمنتينا 40 ليرة.
الحمضيات بالأرقام
بلغ عدد أشجار الحمضيات 14 مليون شجرة عام 2013.
موسم العمل في محصول الحمضيات يبلغ 8 أشهر: من تشرين الأول وحتى أيار.
يقدر عدد العاملين في قطاع الحمضيات بـ 60-70 ألف أسرة أي أنه يعتبر مصدر دخل لحوالي: 300 ألف مواطن سوري، حيث يقومون بعملية القطاف والتوضيب والنقل والتسويق.

حمضيات سورية خلال عقود أربعة..

ارتفعت المساحة المزروعة بالحمضيات في سورية من 2423 هكتارا عام 1970 إلى 38000 هكتار عام 2010 وزاد عدد الأشجار من أقل من مليون شجرة عام 1970 إلى حوالي 13 مليون شجرة عام 2010 كما ارتفع المردود في وحدة المساحة المثمرة من 8 أطنان للهكتار الواحد عام 1970 إلى 5ر32 طناً عام 2010، ، أما  الزيادة في الإنتاج لهذا العام فتعود إلى زيادة عدد الأشجار التي دخلت في مرحلة طور الإثمار إضافة إلى المناخ والجو الملائمين. يشار إلى أن المساحة المشجرة في سورية حتى نهاية الموسم الحالي بلغت 42453 هكتاراً  ويبلغ عدد الأشجار الكلي 14  مليون شجرة منها 12574 مليون شجرة مثمرة.
وتحتل سورية المرتبة الثالثة عربياً بإنتاج الحمضيات بعد مصر والمغرب، والمرتبة السابعة بين دول المتوسط، بينما يشكل إنتاجنا 1٪ من الإنتاج العالمي المقدر بمئة مليون طن سنوياً من الحمضيات التي تشكل 27٪ من إنتاج الفاكهة العالمي