«من دهنو سئيلو»
لم يهدأ مسؤولو القطاع الكهربائي عن طمأنة عموم السوريين من أن رفع أسعار الكهرباء على القطاع الصناعي والتجاري لن يطالهم، إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، فالتأثير لن يكون مباشراً، ولن يشمل فواتير استهلاكهم، وهذا صحيح من حيث الشكل،
والثابت الوحيد، هو أن الزيادة ستجبى في المحصلة النهائية من جيوب أغلبية السوريين، أي من المستهلك النهائي، يعني «من دهنو سئيلو»، فالتاجر والصناعي لن يدفع زيادة أسعار الكهرباء من جيبه، ولن يقلل من أرباحه، وهذا يعكس ثقافة المجتمع التجاري لدينا بشكل أساسي، ليدفع المستهلك النهائي ثمن رفع اسعار الكهرباء!..
فما أخذته وزارة الكهرباء من أصحاب القطاع الصناعي والتجاري عبر تلك الزيادة سيسترد باليد الأخرى من المواطن، من خلال زيادة أسعار السلع بأرقام أكبر من حجم تأثير زيادة أسعار الكهرباء على تكلفة إنتاج السلع، بالإضافة لزيادة «هامش»الأرباح، ليستفيد الوسط التجاري والصناعي من القرار الحكومي في هذه الحالة، بدلاً من تسويقه كضربة قاصمة لهذا الوسط..