الإشارات تقول: رفع سعر المازوت «قاب قوسين»
تجدد وزارة النفط جهوزيتها لتوزيع 400 ليتر من المازوت، وهو ما تم تخصيصه للتدفئة السنوية للأسرة الواحدة، وبسعر «مدعوم» (60 ل.س لليتر)، وما بين السطور، نشتم رائحة زيادة مرتقبة على سعر المازوت، سواءً تم قياسها بالأسابيع أو بالأشهر، فلا فرق، والنتيجة المأساوية واحدة،
زيادة في أسعار أهم مواد المشتقات النفطية، وأكثرها تأثيرا على معيشة السوريين، بشكلها المباشر وغير المباشر..
القرار بجوهره يرى الـ 60 ليرة لليتر الواحد من المازوت مدعوماً!.. وعلى أساسه سيوزع مخصصات التدفئة للعائلات السورية!!.. فلو أن سعر ليتر المازوت سيبقى على وضعه الراهن (60 ل.س)، لما لجأت الحكومة إلى سيناريو توزيع مخصصات للتدفئة على اساس القسائم، وبسعره الحالي، وكانت ستترك للمواطن فرصة تأمين مازوت التدفئة بالسعر الحالي من السوق مباشرة، دون أن تتكلف الحكومة بتوزيع تلك المخصصات، فالمنطق الحكومي هو ما يرشدنا إلى أن قرار زيادة المازوت«قاب قوسين أو أدنى»، وإعلانه ما هي إلا مسألة وقت..
بحجة الازمة وتأثيراتها الاقتصادية، استباح القرار الحكومي كل المحظورات التي تتصل بمعيشة السوريين، إلا أن سياسة الكيل بمكيالين كانت واضحة للعيان، فإلى اليوم لم يتجرأ أحد على محاسبة فاسد واحد من الكبار، أو حتى من المستوى الأدنى، والذين تزداد ثرواتهم وعددهم يوميا على حساب لقمة عيش السوريين، فالأزمة استباحت فقراء البلاد، وسمحت بزيادة إفقارهم فقط،فهم وحدهم من تطاولت عليهم كل القرارات الاقتصادية دون استثناء!..