أوكرانيا: النظام السياسي يتصدّع والجيش ينهار
ملاذ سعد ملاذ سعد

أوكرانيا: النظام السياسي يتصدّع والجيش ينهار

تفجّرت قضية فساد واسعة في أوكرانيا الأسبوع الماضي طالت النخبة الحاكمة، وكانت الشخصية الأبرز بها هي «تيمور ميدنيتش» المقرّب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وشريكه التجاري، والذي يعد بمثابة «اليد المالية» لزيلينسكي، على خلفية الكشف عن مخطط سرقة تم به اختلاس 100 مليون دولار كانت مخصصة لدعم البنية التحتية الكهربائية.

كشف المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا عن مخطط فساد ضخم في أوكرانيا طال عدة شخصيات بارزة في النظام الأوكراني بما فيه حلقة الرئاسة، من رجال أعمال وسياسيين ووزراء، ونشر عدة أدلة ورقية وتسجيلات صوتية تؤكد هذه الادعاءات.
وكان المتهمان الأبرز هما مينديتش ورجل الأعمال اوليكساندر تسوكرمان اللذين فرّا مباشرة إلى «إسرائيل» التي يحملون جنسيتها، وفرض عليهما زيلينسكي عقب الفضيحة عقوبات تقضي بجميد أصولهم المالية وحظر التعامل معهما.
كما أدت الفضيحة إلى استقالة كلاً من وزيري الطاقة والعدل الأوكرانيين على خلفية الملف، فضلاً عن العديد من الشخصيات الأخرى التي إما فرّت من البلاد أو استقالت كذلك.
في خضم ذلك، يحاول زيلينسكي – المتورّط بدوره – لتهدئة الأجواء عبر الإجراءات التي يفرضها، فبالنسبة للمجتمع الأوكراني تأتي سرقة هذا المبلغ الطائل والمخصص للبنية التحتية للطاقة، أثناء انقطاعات واسعة للتيار الكهربائي، ووسط الشتاء الذي لم يشتد بعد، مما يهدد بخطر انفجار شعبي واسع.

وبالنسبة للوضع السياسي والعلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة التي يتسوّل منهما المساعدات يأتي هذا الملف بالغ الحساسية فيما يتعلق باستمراره بمنصبه أو الإطاحة به، فالمكتب الوطني لمكافحة الفساد الذي قام بالكشف عن هذا الملف، يشرف عليه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بهدف مراقبة المساعدات المالية الأمريكية إلى كييف وكيفية صرفها، مما يعني أنها محاولة ضغط أمريكية واسعة وكبرى على النظام الأوكراني والرئيس زيلينسكي، دون أن تتضح غاياتها الأخيرة بعد، بين مجرد الضغط لإخضاع زيلينسكي لتنفيذ رغبات واشنطن، أم التمهيد جدياً للإطاحة به؟ حيث هناك تقديرات بوجود تسجيلات صوتية تخص زيلينسكي نفسه وتدينه مباشرة.

على أية حال، لا تزال الفضيحة وتداعياتها السياسية في بداياتها، ومن غير الممكن التنبؤ بكيفية تصرف مختلف الأطراف حيالها: المجتمع الأوكراني، وأوروبا، والولايات المتحدة، ومدى إمكانية النظام الأوكراني موازنة العلاقة مع جميع الأطراف.
لكن أيضاً وسط هذا التصدّع في النظام السياسي، بات هناك مؤشرات أكبر على انهيارات بصفوف الجيش الأوكراني تجري ملاحظتها سواء على جبهات القتال باستسلام متكرر للجنود الأوكرانيين بالمئات، أو بفرار الجنود من خدمة الجيش بالآلاف، وخلال الأيام القليلة الماضية فقط، حرر الجيش الروسي بلدتين جديدتين مقاطعة دنيبروبتروفسك، وبلدتين في مقاطعة زابوروجيه، كما استسلم العديد من الجنود الأوكرانين في مدينة دميتروف في دونيتسك وتحررت بدورها، فضلاً عن تصاعد حجم ووتيرة الضربات على العاصمة كييف.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1252