«إسرائيل» تنهي حيادها المزعوم حول أوكرانيا وتنخرط عسكرياً

لم تكن هذه المرة الأولى التي يجري الحديث حول هذا الأمر، ففي شهر نيسان الماضي سرّب سفير «إسرائيل» لدى أوكرانيا هذه المعلومة خلال مقابلة صحفية له، وقد نفت الخارجية «الإسرائيلية» صحة هذه الأقوال في حينه، على الأقل لدواعٍ سياسية في تلك اللحظة، لكنه الآن بات إعلاناً رسمياً من الرئيس الأوكراني، الذي أكد أن هذه البطاريات موجودة منذ زمن، وأنها دخلت الخدمة بالفعل منذ شهر.

وكانت «إسرائيل» تدّعي الوقوف على الحياد فيما يخص الحرب الأوكرانية، وذلك لأسباب وحسابات سياسية وتكتيكية لا أكثر ولا أقل، وعليه، فإن الانتقال السريع من موقف «الحياد» الشكلي السابق إلى الانحياز والمشاركة العسكرية مباشرة، يعني ويعكس حسابات سياسية وتكتيكية جديدة، أمريكية– إسرائيلية، ويؤكد الأمر هذا «الإعلان» الصريح بتوريد باتريوت، الذي كان من الممكن أن يجري نقله سراً على أيّ حال.

ومن ذلك يتضح وجود دور «إسرائيلي» جديد بدأ يتطور وضوحاً، لا يتعلق بأوكرانيا بعينها، وإنما بالتحديد بالمواجهة مع روسيا، ومع من يحالفها أو يقف معها، وإلى جانبها في غرب آسيا، نيابة عن الولايات المتحدة... وإذا ما وضع هذا التطور في سياقه العام، فإنه يعكس حالة الفرز الدولي المتسارع، والذي لم يعد يحتمل أيّ ادعاءات بالحياد تجاه أي ملف، فإما أن تكون بخندق العالم القديم المتداعي– الأمريكي، أو الجديد من دول الجنوب العالمي وبقيادة الصين وروسيا.

وفي أوكرانيا، ترتفع حدة ووتيرة المواجهات العسكرية بشكل ملحوظ، ومن آخرها كان صباح يوم الأحد 28 أيلول، حيث هاجمت روسيا بمئات المسيّرات والصواريخ العاصمة الأوكرانية كييف ومحيطها، الأمر الذي جرى وصفه بأنه واحدٌ من أكبر الهجمات خلال فترة الحرب كلها، إلا أن هذا الوصف بات يتردد ويتكرر كثيراً خلال الأشهر القريبة الماضية، مما يجعل هذه «الهجمات الكبيرة» حدثاً اعتيادياً، قد يلحقه ما هو أكبر بالفعل.

وفي هذا السياق، حذرت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف من أي اعتداء عليها، مؤكداً أنه سيقابل بردّ حاسم، وذلك بعد تصاعد التهديدات الغربية بذريعة اختراق الطائرات والمسيرات الروسية لأجواء بعض الدول الأوروبية.