إعاقة أوروبا لمفاوضات أوكرانيا تدفع باتجاه الحسم عسكرياً...
ملاذ سعد ملاذ سعد

إعاقة أوروبا لمفاوضات أوكرانيا تدفع باتجاه الحسم عسكرياً...

بات من الواضح، أن الدول الأوروبية تفعل ما بوسعها لعرقلة أي جهود سلام وتسوية في الملف الأوكراني، مناقضة ادعاء إدارة ترامب نيتها وقف هذه الحرب، بل وتدفعها على الدوام للاستمرار بالانخراط والتصعيد، ليدور حديث أوروبي جديد حول نشر «قوات طمأنة أوكرانيا».

عقد «تحالف الراغبين» الداعم لإدارة زيلينسكي في أوكرانيا- والذي يضم 30 دولةً معظمها أوروبية- اجتماعاً يوم الخميس 4 أيلول في العاصمة باريس، البعض بالحضور الحيّ وآخرون عبر الفيديو، واتفقت 26 دولة منها على منح أوكرانيا ضمانات أمنية تتضمن رغبة بإرسال قوات أوروبية سميت «قوات طمأنة أوكرانيا» خلال مرحلة «الهدنة» المتوقعة، أو لمرحلة ما بعد «محادثات السلام» واتفاقاتها.. في المقابل، لم توافق ألمانيا على هذا الطرح، على الأقل سياسياً– إعلامياً، بل وأكثر من ذلك صرح المستشار الألماني فريدريش ميرتس، أن الأوروبيين لا يضطلعون حالياً بالدور الذي يرغبون في القيام به في العالم، أي أنه إقرار بتراجع أوروبا على الساحة الدولية.

علاوة على ذلك فإن «تحالف الراغبين» هذا لا يضم الولايات المتحدة الأمريكية، ليقرّ المجتمعون أن المعيق أمام نشر مثل هكذا قوات هي واشنطن نفسها، طالبين منها ما وصف بـ «شبكة أمان» لتحقيق هذا الهدف، بما يعنيه موافقة أمريكية وانخراط سياسي وأمني لنشر القوات الأوروبية في أوكرانيا خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يمثل ضغطاً سياسياً جديداً تمارسه قوى الحرب الأوروبية على إدارة ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة بعد قمة ألاسكا.

في المقابل، ردت موسكو بحزم على هذه المقترحات، وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي قوات غربية في أوكرانيا ستكون هدفاً مشروعاً للجيش الروسي، وأكدت موسكو أن توسع الناتو قرب حدودها هو أحد الأسباب «الجذرية» للصراع الجاري، وعليه ترفض بشكل قاطع هذه المقترحات.

وأكدت موسكو، أنه لا يمكن ضمان أمن أوكرانيا على حساب أمن الدول المحيطة بها، وخاصة روسيا الاتحادية، وعليه فإن هذه المسألة تخضع للنقاش والتفاهمات بما يفضي بالمحصلة لضمان أمن الجميع، وليس أوكرانيا وحدها.

وفيما بتعلق بالمحادثات، أعلن الرئيس الروسي استعداده للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معتبراً أن موسكو هي المكان الأمثل لهذا اللقاء، ومؤكداً أن روسيا ستضمن أمن الوفد الأوكراني 100٪ معرباً في الوقت نفسه عن شكوكه حيال الإرادة السياسية للقيادة الأوكرانية بهذا الأمر، ومشيراً إلى العراقيل القانونية التي قد تعيق مثل هكذا لقاء، وهو ما يعني رئاسة زيلينسكي غير الشرعية حالياً... ويهدف هذا الموقف لإحراج الولايات المتحدة نفسها التي تتذرع على الدوام برفض موسكو إجراء محادثات السلام.

أمام هذه التوترات والتشابكات السياسية، لا يبدو أن مفاوضات حل الملف الأوكراني يمكن أن تتقدم مستقبلاً، وعليه تشير روسيا إلى أن فشل المفاوضات السياسية قد يدفع أكثر باتجاه حسم الصراع عسكرياً على الأرض.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1242