بعد فشل محاولتي انقلاب.. أمريكا تهدد فنزويلا عسكرياً
ملاذ سعد ملاذ سعد

بعد فشل محاولتي انقلاب.. أمريكا تهدد فنزويلا عسكرياً

فشلت الولايات المتحدة مرتين على التوالي بتغيير النظام الفنزويلي، عبر محاولات انقلابية بطريقة «الثورات الملونة» في كراكاس، لتبدأ واشنطن بالتلويح والتهديد باستخدام الوسائل العسكرية لهذا الغرض، بذريعة مكافحة انتشار المخدرات، واتهام السلطات الفنزويلية بالاتجار بها دون أي دليل، مروراً بالإعلان عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت يوم الثلاثاء الماضي 19 آب، أن واشنطن مستعدة لاستخدام جميع أدوات القوة الأمريكية في الخارج «لوقف الاتجار بالمخدرات»، وقالت: «بالنسبة لفنزويلا، فإن الرئيس ترامب واضح للغاية ومتسق. إنه مستعد لاستخدام جميع عناصر القوة الأمريكية لوقف تدفق المخدرات إلى بلدنا، ومحاسبة المسؤولين أمام العدالة».

وفي اليوم نفسه، أفادت وكالة «رويترز» نقلاً عن البنتاغون: أن ثلاث مدمرات من البحرية الأمريكية ستصل قريباً إلى جنوب البحر الكاريبي، لتتمركز قبالة سواحل فنزويلا «لإجراء عمليات لمكافحة عصابات المخدرات».

كما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقَّع توجيهاً سرياً للبنتاغون، للإعداد لعمليات في أمريكا اللاتينية، وتنص وثيقة التوجيه على استخدام القوة العسكرية في الخارج.

رداً على تصاعد التهديدات الأمنية والعسكرية هذه، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يوم الجمعة 22 آب عن «الخطة الوطنية للدفاع عن السيادة والسلام» وتشمل حملة إحصاء وتجنيد وتعبئة للميليشيا الوطنية البوليفارية يومي السبت والأحد، والتي تضم ما يقارب 4.5 مليون فرد في البلاد، داعياً القيادات العسكرية للقيام بهذه المهمة، وإعداد المواطنين للدفاع المدني والدفاع عن الأرض، وحملات للحفاظ على السلام الداخلي والوحدة الوطنية، مؤكداً ضرورة «الدفاع عن الحق التاريخي في بناء نموذجنا الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والعسكري» وحق «أمريكا اللاتينية في الاستقلال والسيادة».

لتدل هذه المؤشرات والتحركات العسكرية من الجانبين الأمريكي والفنزويلي بوجود خطر تدخل أمريكي وصدام عسكري مباشر، إلا أنه في الوقت نفسه يبقى مستبعداً في الوقت الراهن، نظراً للتكلفة العالية على واشنطن، والمرجح أكثر، أن هذه التحركات والضغوطات الكبرى التي تمارسها الأخيرة تهدف لتوتير الأوضاع داخل فنزويلا، تمهيداً لإطلاق ثورة ملونة جديدة أو صدامٍ أهلي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1240