المقاومة اليمنية: نحن هنا... وموجودون أكثر من أي وقتٍ مضى!
ملاذ سعد ملاذ سعد

المقاومة اليمنية: نحن هنا... وموجودون أكثر من أي وقتٍ مضى!

رغم العمليات العدائية العسكرية الأمريكية الكبيرة والعنيفة على اليمن طيلة الفترة السابقة، ورغم الحصار الحاد المطبق عليها، تثبت اليمن مجدداً فشل هذا النهج، وتثبت قوتها بشكل أكبر، بل وبنوعية أعلى.

استهدفت المقاومة اليمنية يوم الأحد مطار بن غوريون في مدينة يافا المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي مُحملٍ برأس حربي كبير، وتمكن الصاروخ من اختراق وتجاوز 4 طبقات دفاع جوي من بينها منظومتي الدفاع ثاد الأمريكية وحيتس «الإسرائيلية» وأصاب هدفه في قلب المطار، وباعتراف الإعلام «الإسرائيلي» بكل ذلك حيث لا يمكن إنكاره، وذكرت القناة 12 «الإسرائيلية» أن الرأس الحربي «كان كبيراً للغاية مما تسبب في موجة انفجارات هائلة»، وقد تبنت جماعة أنصار الله «الحوثيون» هذا الهجوم.

تسبب الهجوم بوقف الرحلات القادمة والمغادرة للمطار، وفتح الجيش «الإسرائيلي» تحقيقاً بالحادث وحول «فشل» اعتراض الصاروخ اليمني، وقال الإعلام «الإسرائيلي»: إن القيادة الأمنية قلقة من هذا الإخفاق، ووفقاً لموقع «والا» تسبب الهجوم بإلغاء اجتماع كان مقرراً للمجلس الوزاري الأمني المصغر، وتأجيله.

يعطي هذا الهجوم عدة رسائل، ولعل من أهمها: تصفير كل ما يقال من تأثيرات العمليات العسكرية الأمريكية الأخيرة، بل وتصعيد جديد ونوعي آخر يمثل تهديداً صريحاً لـ «إسرائيل»، فكم تمتلك اليمن مخزوناً من هكذا صواريخ لا تتمكن الدفاعات الجوية، وأكثرها تطوراً، من إيقافها؟ وهل هي من أكثرها قوة وتأثيراً أساساً؟ ولعل الرسالة الأهم هي: تأكيد اليمنيين على ثباتهم وحضورهم في المشهد، رغم كل ما يتعرضون له، وكل التهديدات التي تطالهم.

بالنسبة للولايات المتحدة و«إسرائيل» فإنهما يدركان أنه لا يمكن تحييد المقاومة اليمنية أساساً دون عمل عسكري واسع وبرّي بالدرجة الأولى، إلا أن مثل هكذا عمل بعيد جداً وغير ممكن، فضلاً عن أنه باهظ التكلفة من الناحية المادية والبشرية على حد سواء، وأخيراً، غير مضمون، وله تداعيات إقليمية وسياسية كبيرة جداً، لا تستطيع الولايات المتحدة مجاراتها، أما بالنسبة للكيان الصهيوني فلن يكون بمقدوره فعل شيء دون الولايات المتحدة أكثر من الذي يفعله أساساً، وهذا أحد تعبيرات أزمته الوجودية الحادة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1225