نيجيريا و«بريكس»: خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون الدولي

وأصبحت نيجيريا بذلك الدولة الشريكة التاسعة في «بريكس»، بعد انضمام دول، مثل: بيلاروس وبوليفيا وكوبا وكازاخستان وماليزيا وتايلاند وأوغندا وأوزباكستان. وأشار البيان البرازيلي إلى أن نيجيريا تشترك مع دول «بريكس» في مصالح متقاربة، خاصة في تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي وإصلاح الحوكمة العالمية، وهي قضايا تُعد من أولويات الرئاسة البرازيلية الحالية للمجموعة.

موقف نيجيريا من الانضمام

من جانبها، رحبت الحكومة النيجيرية بالدعوة للانضمام إلى «بريكس»، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية النيجيرية، كيميبي إيبيانفا: إن البلاد قبلت الدعوة كدولة شريكة. وأوضح إيبيانفا، أن هذا القبول يعكس التزام نيجيريا بتعزيز التعاون الدولي، والاستفادة من الفرص الاقتصادية التي توفرها المجموعة، فضلاً عن تعزيز الشراكات الاستراتيجية التي تتماشى مع أهدافها التنموية.
وأضاف، إن «بريكس»، باعتبارها مجموعة من الاقتصادات الناشئة الكبرى، تقدم منصة فريدة لنيجيريا لتعزيز التجارة والاستثمار والتعاون الاجتماعي والاقتصادي مع الدول الأعضاء. وهذا الانضمام يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق المزيد من التكامل الاقتصادي والسياسي بين نيجيريا ودول «بريكس»، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة.

مقومات الاقتصاد النيجيري

تُعد نيجيريا واحدة من أكبر الاقتصادات في أفريقيا، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 220 مليون نسمة، مما يجعلها سادس أكبر دولة من حيث التعداد السكاني في العالم. كما تتمتع بموارد طبيعية هائلة، خاصة في قطاع النفط والغاز الطبيعي، حيث تُعد واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك نيجيريا موارد أخرى، مثل: الذهب والفحم، وتُعد من أبرز الدول المنتجة للفول السوداني والخشب على مستوى العالم.
وبحسب إحصائيات البنك الدولي لعام 2023، بلغ الناتج المحلي الإجمالي لنيجيريا 363.816 مليار دولار، بينما بلغ الناتج المحلي الإجمالي على أساس تعادل القوة الشرائية 1.37 تريليون دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر الاقتصادات في القارة الأفريقية. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها، فإن نيجيريا تمتلك إمكانات هائلة للنمو، خاصة في ظل تنوعها العرقي واللغوي الذي يُعد مصدراً للقوة والحيوية.
ترحيب الصين بانضمام نيجيريا

من جهتها، رحبت الصين بانضمام نيجيريا إلى مجموعة «بريكس»، حيث هنأتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، على هذه الخطوة. وأشارت ماو إلى أن نيجيريا تُعد دولة نامية كبيرة، ودولة مهمة في الجنوب العالمي، وأن مشاركتها في تعاون «بريكس» لن تخدم تنمية نيجيريا فحسب، بل أيضاً المصالح المشتركة لأعضاء المجموعة وشركائها، فضلاً عن مصالح دول الجنوب العالمي.
وأضافت، أن انضمام نيجيريا يُعد توسعاً في التمثيل داخل المجموعة، مما يعزز من جاذبيتها وتأثيرها على الساحة الدولية. كما أكدت أن هذا الانضمام سيسهم في تطوير آلية عمل مجموعة «بريكس» وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.

انضمام نيجيريا إلى مجموعة «بريكس» كدولة شريكة يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول النامية. بمواردها الطبيعية الهائلة وقدراتها الاقتصادية الكبيرة، تمتلك نيجيريا إمكانات كبيرة للمساهمة في تحقيق أهداف المجموعة، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة. ومن خلال هذا الانضمام، يمكن لنيجيريا أن تعزز من مكانتها الدولية، وتستفيد من الفرص الاقتصادية التي توفرها «بريكس»، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي.