قائمة طويلة من مجالات التعاون على طاولة المباحثات الجزائرية الروسية
في زيارة تعكس تطور العلاقات الاستراتيجية بين الجزائر وروسيا، وصل نائب وزير الدفاع الروسي، الجنرال يونس بك يفكوروف، ونائب وزير الخارجية الروسي والممثل الرئاسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إلى الجزائر في زيارة عمل امتدت يومين. تضمنت الزيارة لقاءات مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف، بالإضافة إلى اجتماع مع الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري.
تعزيز العلاقات الثنائية
أوضح الطرفان، أن الزيارة جاءت في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، التي شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. العلاقات الروسية الجزائرية لطالما كانت ذات طابع استراتيجي، حيث يرتبط البلدان بعلاقات وثيقة في مجالات مختلفة، من الاقتصاد والتجارة إلى الدفاع والطاقة، ناقش المسؤولون خلال الاجتماعات مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الاقتصاد ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى قضايا إقليمية ودولية. وأكد بيان للخارجية الروسية: أن التنسيق بين موسكو والجزائر يشمل قضايا السياسة الخارجية، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء وشمال أفريقيا. ويأتي هذا التنسيق في سياق رؤية مشتركة لحل النزاعات بالطرق السلمية وتعزيز الاستقرار في المناطق المتأزمة.
في تفاصيل الزيارة، التقى الرئيس الجزائري كلاً من المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ونائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف، كما التقى بوغدانوف مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، وقال بيان الخارجية الروسية: «ناقش الطرفان مجموعة واسعة من قضايا التعاون الروسي الجزائري، كما أولوا اهتماماً خاصاً للوضع في سورية ولبنان والأراضي الفلسطينية والوضع في شمال أفريقيا ومنطقة الصحراء والساحل» ما يدل على القضايا المهمة التي يجري تنسيق العمل ضمنها على مستويين، الدور العربي للجزائر، وكذلك الدور المهم في غرب أفريقيا.
وصف ميخائيل بوغدانوف العلاقات الجزائرية-الروسية بأنها «جيدة وذات مستوى استراتيجي»، مشيراً إلى استمرار اللقاءات والجهود المشتركة لتعزيز هذه العلاقات. وأكد على أهمية التعاون في القضايا الإقليمية، مثل: الوضع في سورية ولبنان وفلسطين. وأشار إلى أن العلاقات الثنائية ليست مقتصرة على التعاون العسكري والاقتصادي، بل تمتد لتشمل التنسيق في القضايا الجيوسياسية الكبرى.
دور الجزائر في شمال وغرب أفريقيا
تعتبر الجزائر لاعباً رئيسياً في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، وتعتبر قضايا مكافحة الإرهاب والسيطرة على الحدود والجماعات الانفصالية، قضايا أساسية في علاقة الجزائر مع دول الكونفدرالية (مالي، النيجر، وبوركينا فاسو). والتي زارها في تشرين الثاني الماضي، وفد روسي بقيادة نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك ونائب وزير الدفاع يفكوروف، رغم الخلافات مع مالي بشأن قضية الأزواد، والتي تم تداول تقارير أنها ستسبب قطعاً للعلاقات مع روسيا. يبدو أن هذه التحديات لن تعيق التعاون الجزائري-الروسي. الجزائر، التي تتبع سياسة خارجية قائمة على مبدأ «الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية»، تجد في روسيا شريكاً داعماً لرؤيتها الإقليمية.
ناقش الجانبان الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب، وهو مجال ذو أهمية خاصة لكلا البلدين. تعاني منطقة الساحل والصحراء من تحديات أمنية كبيرة، من بينها انتشار الجماعات الإرهابية والاتجار بالبشر والمخدرات. وفي هذا السياق، تبرز أهمية التعاون الجزائري-الروسي لتعزيز الأمن والاستقرار. الجزائر، التي تمتلك خبرة طويلة في مكافحة الإرهاب، تسعى لتوظيف هذه الخبرة في إطار تعاون إقليمي ودولي يشمل روسيا.
الأبعاد الدولية والإقليمية
تأتي الزيارة في سياق اهتمام متزايد من قبل روسيا بتعزيز وجودها في أفريقيا، حيث تعتبر الجزائر بوابة رئيسية للنفوذ الروسي في شمال وغرب القارة. بالنسبة للجزائر، توفر الشراكة مع روسيا فرصة لتقوية موقفها الإقليمي والدولي، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها في محيطها الإقليمي.
الجزائر وروسيا تشتركان في رؤية قائمة على رفض التدخلات الخارجية وضرورة إيجاد حلول داخلية للنزاعات. هذه الرؤية المشتركة تعزز من فرص تعاونهما في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة. كما أن التنسيق بين البلدين يمتد إلى قضايا الطاقة، حيث تعتبر الجزائر أحد أهم موردي الغاز إلى أوروبا، بينما تمتلك روسيا خبرة تقنية متقدمة في هذا المجال.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1206