«الناتو» تصريحات خطيرة ومتهورة!

«الناتو» تصريحات خطيرة ومتهورة!

بالرغم من ثبات روسيا في ساحة المعركة داخل أوكرانيا، وتحقيقها نتائج ملموسة بشكل متواصل، لا تزال هناك أصوات كثيرة تحرض على التصعيد، ما يمكن أن يقود العالم إلى نقطة مواجهة لن يستطيع أحد إيقافها.

حمل التصعيد العسكري في أوكرانيا مؤخراً عنوانين اثنين، الأول: كان السماح الغربي لكييف باستخدام الصواريخ الأمريكية والبريطانية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي واستخدامها بالفعل، وجواباً على ذلك كان العنوان الثاني وهو: إقرار موسكو عقيدتها النووية المحدثة/الجديدة واستخدام صواريخ «اوريشنيك» فرط الصوتية القادرة على حمل رؤوس نووية.
الجواب الروسي كان حازماً وحاسماً، فمن جهة، تمتلك روسيا الآن وفقاً لعقيدتها النووية تشريعاً باستهداف أي دولة ثالثة نووية تدعم كييف عسكرياً ضد موسكو، وتهدد أمنها القومي، بما فيه استخدام السلاح النووي نفسه، سواء ضد كييف أو داعميها، ومن جهة أخرى تم تثبيت هذا الاتجاه عملياً باستخدام «اوريشنيك» برؤوس حربية غير نووية في أوكرانيا، فضلاً عن مواصفات هذا الطراز- العسكرية/التقنية- التي تعني أمراً واحداً مهماً: لا يمكن لأي قوة غربية صده، وبأي منظومة دفاع تمتلكها.
ليعطي الغربيون نتيجة لهذا الأمر وبشكل مباشر بعده، مواقف أقل ما يقال عنها: إنّها جنونية، حيث قال أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته: إن على الناتو والقوى الغربية القيام بخطوات أبعد لمواجهة روسيا، ثم خرج رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو روب باور مصرحاً: إن الناتو يناقش تنفيذ «ضربات استباقية عالية الدقة» ضد روسيا، وبالتحديد استهداف منصات إطلاق الصواريخ في روسيا، قائلاً: «ليس من الدهاء أن ننتظر، بل أن نوجه ضربات لمنصات إطلاق الصواريخ في روسيا، إذا ما هاجمتنا. نحتاج إلى مجموعة من الضربات الدقيقة التي ستعطل الأنظمة المستخدمة لمهاجمتنا، وعلينا أن نكون السباقين في شن الضربة الأولى».
أما من الناحية السياسية، وفي الوقت نفسه، بات يجري الحديث بزخم غير مسبوق حول كيفية انتهاء الصراع الأوكراني، ليقترح الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي وقف المعركة مع روسيا، واحتفاظ روسيا بالأراضي التي ضمتها بمقابل دخول بقية أوكرانيا ضمن حلف الناتو، وهذه أول مرة يعلن فيها زيلينسكي استعداده التخلي عن هذه الأراضي.
الا أن حديث زيلينسكي، ورغم أنه غير مقبول مطلقاً بالنسبة لموسكو بطبيعة الحال، يعكس حالة يائسة لدى النظام الأوكراني لاستمراره في الوجود، مقابل السيناريوهات الأخرى التي تجري مناقشتها، ومنها وفقاً للاستخبارات الروسية: تقاسم أوكرانيا بين بولندا ورومانيا وألمانيا وبريطانيا. كما نشرت صحيفة بيلد الألمانية مقالاً تشير فيه إلى أن أوكرانيا مهددة بالتقسيم، وأن «الأمريكيين دعوا أوروبا للاستعداد لتقسيم أوكرانيا الوشيك».
إن تصريحات المسؤولين في حلف الناتو تعكس مستوى غير مسبوق من التهور، وإن كان إقدام الحلف على توجيه ضربة لروسيا مسألة مستبعدة، إلا أن إطلاق تصريحات من هذا النمط لا تخدم التهدئة والسلام في أوروبا، بل تعقد الأمور أكثر، وإذا ما أخذنا تصريحات زيلينسكي بعين الاعتبار، يكون من غير المستبعد أن تكون تلك المواقف المتشنجة تمهيد لتنازلات غربية في الملف الأوكراني.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1203