السعودية وإيران في مناورات بحرية مشتركة!
خلافاً لمسعى الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية في ضرب العلاقات الإيرانية-السعودية، والإيحاء بأن مصالح البلدين متناقضة، جاء الجواب، عملياً، وعسكرياً بمناورات بحرية مشتركة بين البلدين، هي الأولى منذ الأولى من نوعها بعد استعادة العلاقات الثائية.
في الـ 20 من الشهر الجاري، تناقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، بأنّ القوات الإيرانية أجرت تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع روسيا وعمان شمال المحيط الهندي، بمشاركة 6 دول مراقبة من بينها السعودية.
وفي مساء اليوم التالي، نقلت وكالة «إيسنا» الإيرانية تصريحاً عن قائد البحرية الإيراني شهرام إيراني، أن «السعودية طلبت منّا تنظيم مناورات مشتركة في البحر الأحمر» مضيفاً «وجه كلا البلدين دعوة لبعضهما البعض للتواجد في موانئ كل منهما [...] المقترح شمل إجراء تدريب ثنائي بالإضافة إلى تدريبات بمشاركة دول أخرى. ويتم التنسيق بين الجهات المعنية... وسيجري وفدا البلدين مشاورات لازمة حول كيفية إجراء مناورة مشتركة» دون أن يعلن أي من الطرفين تأكيداً رسمياً عن التوصل لاتفاق لإجراء هذه المناورات في أي زمان ومكان.
ثم وبشكلٍ مفاجئ، صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية تركي المالكي يوم الخميس 24 من شهر تشرين الأول الجاري، أن «القوات البحرية الملكية السعودية أجرت مؤخراً مناورة بحرية مشتركة مع القوات البحرية الإيرانية، إلى جانب دول أخرى، في بحر العرب».
تشير هذه الأحدث إلى تقارب كبير في العلاقات الإيرانية السعودية، شأنها شأن انتقال الأخيرة من مراقب إلى مشارك مباشر بخضم أسبوع واحد، ويعرف عادةً أن الوصول لأي شكل من أشكال التعاون العسكري بين بلدين، إنما يعكس بطبيعة الحال تطور في العلاقات السياسية الثنائية التي وصلت إلى حد سمح ببدء التعاون العسكري، حتى وإن كانت هذه التطورات غير معلنه، أو غير واضحة تماماً، ليأتي هذا التعاون العسكري– وبالحالة المذكورة: التدريبات المشتركة– بمثابة إعلانٍ واضح لهذا الأمر.
لا يزال الطريق شائكاً في سياق تطور العلاقات الإيرانية السعودية بالتأكيد، وخاصة ما يتعلق بالموقف من الولايات المتحدة الأمريكية، وكيفية تعامل السعودي والخليجي مع الكيان الصهيوني في المنطقة، وبالرغم من أن حدوث انتكاسات مؤثرة في ظل الضغط الحالي هو أمر وارد، لكن لا توجد مؤشرات بعد على هذه الانتكاسة.
على أيّ حال، إن هذا التقارب كان قد وضع سمته وتحدد مساره بشكل موضوعي وتاريخي منذ ما قبل استئناف العلاقات الإيرانية السعودية أساساً، وتحديداً من خلال العلاقات المتطورة بين قوى المقاومة كلها، بغض النظر عن مذاهبها وتوجهاتها السياسية، وجاءات استعادة العلاقات بين القوتين الإقليميتين خطوة إضافية مهمة في رأب الفالق «السني - الشيعي» الذي عملت الولايات المتحدة على تضخيمه وتعزيزه.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1198