بحر الصين الجنوبي على نار هادئة!
حمزة طحان حمزة طحان

بحر الصين الجنوبي على نار هادئة!

يشتد النزاع حول بحر الصين الجنوبي بين مجموعة الدول المطلة عليه: الصين والفلبين وماليزيا وفيتنام وحكومة تايوان، رغم أن النزاع الرئيسي يعود بين الصين والفلبين، ويتصاعد ببطء، وتظهر تعبيراته بالمواجهات البحرية الخفيفة التي تجري كل حين، وصولاً لنهاية الشهر الماضي، حيث صدم زورق صيني سفينة دورية فلبينية، وأحداث ثقباً بها.

صرّح الجنرال في البحرية الصينية هي لاي: «نأمل أن يبقى بحر الصين الجنوبي بحر سلام» مضيفاً: «إذا حركت الولايات المتحدة عملاءها في الكواليس، إذا دفعت دولاً إلى الواجهة، أو إذا انتهى الأمر بها هي نفسها في الخط الأمامي، عندها فإن جيش التحرير الصيني سيسحق بحزم أي توغل أجنبي معادٍ ينتهك حقوق الصين السيادية والجغرافية والبحرية».
يمثل التصريح السابق نقلة جديدة في الموقف والخطاب الصيني تجاه ملف بحر الصين الجنوبي، وهو بذلك يعني دخول المسألة مرحلة جديدة، ولكن «على نار هادئة».
تسعى الصين إلى استعادة سيطرتها على بحر الصين الجنوبي الذي تراه حقاً تاريخياً وفق «خط النقاط التسع» الذي وضعته كحدود بحرية لها فيه، في المقابل، كانت ولا تزال الولايات المتحدة تسعى لإبقاء هذا النزاع الحدودي البحري مفتوحاً، والمستمر منذ ما بعد حقبة الاستعمار، وذلك لأهمية المنطقة التجارية، سواء بمواردها الخاصة، أو كممر تجاري بحري رئيسي في العالم، من جهة، للتحكم به عبر الدول التابعة لها في المنطقة، ومن جهة أخرى منع الصين من الاستفادة منه.
ويعود سلوك الفلبين التصعيدي والمدعوم أمريكياً إلى قرار محكمة التحكيم الدولية في لاهاي بعام 2016 وذلك بعد رفع مانيلا طلباً إليها بعام 2013 للتأكيد على أن سلوك الصين ومطالبها يمثلان انتهاكاً لاتفاقية الأمم المتحدة، لتصدر محكمة لاهاي حكماً ينفي «الحقوق التاريخية» للصين على القسم الأكبر من بحر الصين الجنوبي، وجاء بنص القرار «ترى المحكمة ألا أساس قانونياً لمطالبة الصين بحقوق تاريخية على الموارد في المناطق البحرية داخل خط النقاط التسع» وهو القرار الذي رفضته بكين تماماً وأدانته.
واقع اليوم يختلف عن 2016 بدرجة كبيرة، من حيث التراجع الأمريكي، وضعف واشنطن بالتأثير دولياً، وبعد 8 سنوات أخرى قد يكون هذا التراجع قد وصل حدوداً جديدة، يكون تأثير الولايات المتحدة أخفض، وهو الأمر الذي يبدو أن هذه الدول الصغيرة التابعة للغرب كالفلبين لا تراه، ويجري توريطها بمواجهة خاسرة مع الصين في الزمن الحاضر.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1192