هل سيتلقى الحوثيون سلاحاً ودعماً روسيا؟
التقى مبعوث الرئيس الروسي الخاص ميخائيل بوغدانوف وفداً من الحوثيين اليمنيين، بالتوازي مع تزايد التوترات في البحر الأحمر باستمرار هجمات الحوثيين على السفن الغربية، والاعتداءات البريطانية والأمريكية على اليمنيين.
تبنّى الحوثيون عبر قائدهم عبد الملك الحوثي مهاجمة 162 سفينة منذ بداية الهجمات في إطار مساعدة الشعب الفلسطيني. في 19 تشرين الثاني، غرقت منها سفينتان يونانية وبريطانية، ومعلناً استهداف 6 سفن خلال الأسبوع الماضي بـ 20 صاروخاً بالستياً وزوارق وطائرات مسيرة وغيرها، كما أكّد استهداف جماعته بـ 19 غارة بريطانية وأمريكية خلال أسبوع، وفي المجموع منذ تشكيل الولايات المتحدة للتحالف الغربي قال الحوثيون: إن عدد الغارات الأمريكية والبريطانية ضدهم وصل إلى 560 غارة.
أدى هذا النشاط العسكري البحري لتوترات كبيرة في حركة الملاحة والتجارة في المنطقة، بالضد من مصالح الكيان والولايات المتحدة والأوروبيين، رغم ذلك، يستمر الكيان بعدوانه وإجرامه بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
بعد هذا التصعيد، التقى وفد من الحوثيين مع المبعوث الروسي الخاص ميخائيل بوغدانوف يوم الثلاثاء الماضي، بحثوا خلاله تطورات الأوضاع في غزة والبحر الأحمر، وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، عبر بيان: «جرى بحث تطورات العدوان [الإسرائيلي] المتواصل على غزة، وضرورة العمل على وقف العدوان على فلسطين، وإيقاف العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن» وجاء في البيان، أن عمليات البحر الأحمر «لا تمثل تهديداً للملاحة الدولية، أو استهدافاً لأحد، بل إسناداً للشعب الفلسطيني، ورداً على ما يتعرض له اليمن من غارات أمريكية بريطانية» مؤكداً «أهمية الدور الروسي المتفهم لموقف اليمن المساند لفلسطين، شاكراً للموقف الروسي الرافض للعدوان الأمريكي البريطاني عليه، والداعم للعملية الإنسانية والسياسية في اليمن» كما تم الحديث عن حالة خفض التصعيد في البلاد «وضرورة الوصول إلى حل شامل يضمن وحدة وسيادة اليمن».
وتدور أحاديثٌ عبر الإعلام، عن وجود توجه لحصول الحوثيين على أسلحة ودعم مباشر من موسكو في إطار مواجهتهم الجارية، دون وجود أي تأكيد رسمي أو دليل عليه. بطبيعة الحال، لم تنقطع العلاقات اليمنية الروسية، وتحافظ موسكو على علاقات متوازنة مع طرفي الصراع اليمني، إلا أنّ العلاقات مع الحوثيين تبدو أنها تجري بشكل أفضل، انطلاقاً من إرادة الحوثيين بذلك، وربطاً مع طبيعة الصراعات والاصطفافات الدولية الجارية.
اللقاء والتصريحات المرافقة له، وحتى الأنباء غير المؤكدة عن إمكانية تسليح روسيا للحوثيين، تؤكد مجدداً: أن روسيا تؤدي دوراً ملموساً في المشهد الحالي، حتى وإن لم يكن واضحاً للجميع، فالدلالات السياسية لهذا اللقاء وتحديداً بعد إعلان روسيا نيّتها تزويد أطراف ثالثة في السلاح، يحمل بعداً خطيراً، فالحوثيون يشتبكون بشكل مباشر مع الولايات المتحدة وبريطانيا، ما يجعل تقديم الدعم لهم هو فرصة لتفرض خسائر أكبر على الغربيين، ولكن والأهم، يحمل ذلك ضغطاً أكبر بهدف دفع المنطقة نحو تهدئةٍ ووقفٍ لإطلاق النار في غزةّ.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1182