الفصائل العراقية تعود إلى المواجهة... ضغط لإخراج القوات الأمريكية
مضى حتى الآن 5 سنوات منذ أن أصدر البرلمان العراقي قراره القاضي بإخراج القوات الأجنبية كافة من البلاد، وعلى رأسها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وإن جرى تقدم في هذا السياق، عبر سحب واشنطن للعديد من قواتها من العراق، إلا أنّ المتبقي منها لا يزال يشكل تهديداً ومشكلةً كبرى على مستوى المنطقة، وكانت زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأخيرة لواشنطن تركز حول هذه النقطة.
زار السوداني واشنطن في 15 نيسان الجاري، برفقة وفدٍ من الوزراء والممثلين الحكوميين، التقى خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي بحث معه تفعيل وتنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وهي اتفاقية موقعة بين بغداد وواشنطن في 2008، والتي كانت تضم في بنودها انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في 2011 بشروط محددة منها تمكن قوات الأمن العراقية من السيطرة على المدن العراقية كافة وحفظ أمنها وغيرها من الشؤون السياسية والاقتصادية.
رغم أن العنوان العريض للزيارة حمل بحث اتفاقية الإطار الاستراتيجي، إلا أن كلاّ من الاجتماعين اللَذَين أجراهما السوداني مع بايدن أو بلينكن، لم يخرج عنهما أي شيء يذكر حول تواجد القوات الأمريكية حالياً في العراق أو موعد خروجها، وأكثر من ذلك، أن ما عاد به السوداني كان اتفاقات وتفاهمات وشراكات اقتصادية واستثمارية للشركات الأمريكية في مجالات الطاقة والنفط.
ومنذ ما قبل زيارة السوداني، وبعدها، حذرت فصائل المقاومة الشعبية العراقية من عودة المواجهات مع القوات الأمريكية واستهدافها واستهداف قواعدها ما لم يجرِ تقدم بمسالة خروجها. وهو أمر عاد مجدداً بالفعل، ففي 22 نيسان تعرضت قاعدة عين الأسد في العراق لهجوم بطائرات مسيرة، وكان قد سبقها بيوم واحد هجوم على قاعدة عسكرية موجودة شمال شرقي سورية، كما تعرض حقل كورمور للغاز في محافظة السليمانية في كردستان العراق لهجوم في الـ 27 من الشهر الجاري، وقد أدانته وزارة الخارجية الأمريكية.
وبات من الواضح وجود توتر حاد داخل البرلمان العراقي، والفصائل العراقية، حول مسألة وجود القوات الأمريكية، ورأى البعض في التفاهمات الاقتصادية الأخيرة ذريعةً للتغطية على هذه المسألة وذريعةً لاستمرار هذا الوجود.
تشكل الأحداث الفلسطينية الأخيرة، وصولاً إلى المواجهات المباشرة بين إيران والكيان الصهيوني، ضغطاً وتهديداً أمنياً على عموم المنطقة وضمناً العراق الذي يحتوي الكم الأكبر من القوات الأمريكية، مما يجعله هدفاً مشروعاً ومباشراً لخصوم الولايات المتحدة بحال وقوع أي تصعيد إقليمي أو حتى دولي،
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1172