لقاء موسكو انتهى… خطوات باتجاه وحدة الصف الفلسطيني

لقاء موسكو انتهى… خطوات باتجاه وحدة الصف الفلسطيني

أنهت الفصائل الفلسطينية لقاءها الذي استضافته روسيا يوم الخميس 29 شباط الماضي، وأصدر المجتمعون بياناً ختامياً ضم 9 بنود أساسية، وكان عقد اللقاء قد دفع البعض لوضع آمال كبيرة على إنهاء الخلاف الفلسطيني، بينما ذهب آخرون لتقليل سقف توقعاتهم وخصوصاً أن اللقاء هذا ليس الأول من نوعه، بل سبق أن عقدت الفصائل عدّة جولات سابقة ولم تصل إلى الهدف النهائي المنشود.

لا شك أن وحدة الصف الفلسطيني باتت قضية ملحة ينبغي التعاطي معها بأعلى درجات المسؤولية فيمكن لهذه الوحدة أن تعيد ترتيب الأوراق بغير مصلحة الكيان الصهيوني الذي غذّى الخلاف الفلسطيني-الفلسطيني ونظر له دائماً على أنّه مكسب، لكن يبدو أن الوصول لهذا الهدف يحتاج إلى جهود إضافية مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الأوضاع الحالية قادرة على تسريع إتمام المصالحة.

من البيان الختامي

اتفق الموقعون على مجموعة من البنود تطرقت إلى رفض العدوان الصهيوني والإبادة الجماعية وأشارت إلى دور الولايات المتحدة في دعم هذه الأعمال الإجرامية، ورفضت في الوقت ذاته كل محاولات تهجير الفلسطينيين، لا من قطاع غزّة وحده بل أيضاً من الضفة الغربية والقدس وأكّدت مجدداً رفضها للاستيطان الصهيوني المخالف لقرارات الشرعية الدولية، وطالبت بفك الحصار عن قطاع غزّة والضفة الغربية، كذلك ضم البيان الختامي بنداً يقرُّ بضرورة «إجبار الجيش [الإسرائيلي] على الانسحاب من قطاع غزة ومنع محاولات تكريس احتلاله أو سيطرته على أي جزء من قطاع غزة بحجة مناطق عازلة، وسائر الأراضي المحتلة، والتمسك بوحدة الأراضي الفلسطينية كافة وفق القانون الأساسي». وكذلك رفضت الفصائل «أي محاولات لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس في إطار المساعي لسلب الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الحرة المستقلة كاملة السيادة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس وفقاً للقرارات الدولية».

من كلمة لافروف

افتتح وزير الخارجية الروسي اجتماع الفصائل، وقال إن: «ما يحدث في غزة يؤكد بشكل واضح ما حذّرنا منه جميع شركائنا في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، بأنّ تكرار المواجهات الواسعة النطاق واندلاع العنف في المنطقة سيتكرر حتماً، إلى أن نتمكن معاً من خلال جهود مشتركة من معالجة السبب الجذري لهذا الصراع الطويل الأمد». وأضاف إن: «الحل يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ويجب أن يمارس الفلسطينيون حقهم في إقامة دولة داخل حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية» معتبراً أنّ «هذا المسار عادل للطرفين ويستند إلى القانون الدولي، وهو وحده الذي يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم في المنطقة».
وأكد سيرغي لافروف في الحديث ذاته أنَّ الولايات المتحدة تولت مهام «العمل التفاوضي السري» وتمسّك بأنَّ الحديث الأمريكي عن الدولة الفلسطينية هو وهم وأنَّ واشنطن لن تغير الوضع الراهن ولن يضمن هذا الحديث حصول الفلسطينيين على دولة، وذكّر الوزير الروسي بمسؤولية واشنطن عن إيقاف عمل «اللجنة الرباعية».
من جانب آخر اعتبر لافروف أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية «كانت ولا تزال الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني».
الخلافات بين الفصائل الفلسطينية ليست خلافات شكلية كما يحاول أن يصورها البعض، بل هي خلافات جوهرية تبدأ من خلافات حول مشروعية المقاومة المسلحة وصولاً إلى دور منظمة التحرير الفلسطينية والموقف من القرارات الدولية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وغيرها من المسائل الأساسية، لكن اللحظة الراهنة تفرض على الفصائل الخوض في هذه المسائل بالذات بدلاً من القفز فوقها، وذلك استناداً إلى ضرورة الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً للشعب الفلسطيني كلّه مع ما يعنيه ذلك من ضرورة وجود ممثلين عن جميع الفصائل دون استثناءات.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1164