نتنياهو الغارق في الوحل يتحدث عن «المستقبل»
لا يتوقف المسؤولون الصهاينة عن إطلاق تصريحات مضللة، تستهدف الرأي العام العالمي والمحلي، وبعد تعثّر العملية العسكرية لجيش الاحتلال، تبدو ملامح الأزمة بشكلٍ أوضح، وتحديداً، إذا ما نظرنا إلى طبيعة التصريحات التي باتت تصدر عن مسؤولين كبار من داخل الكيان.
في تصريحات جديدة لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع برنامج «مورننغ إيديشن» على الإذاعة العامة الأمريكية «NPR» قال فيها: «بخصوص المستقبل لدينا هدفان رئيسيان هناك، الأول: هو منع هذا التهديد من الظهور مرة أخرى، وبالتالي نحن بحاجة إلى تجريد غزة من السلاح، والثاني: الذي يتعين علينا القيام به هو القضاء على التطرف في غزة» واستذكر الصهيوني نتنياهو نهاية الحرب العالمية الثانية، وقدّم تجربة ما بعد الحرب في ألمانيا واليابان كمثال، إذ قال في المقابلة: «ماذا تفعل عندما تهزم النظام النازي؟ حسنا تتأكد من أن ألمانيا لن تسلح نفسها مرة أخرى، وتتأكد أيضا من إزالة النازية، نفس الشيء الذي فعلته في الانتصار على اليابان.. كما تعلم لقد حدث تغيير ثقافي في اليابان.. نحن بحاجة إلى تغيير ثقافي في أي إدارة مدنية في غزة تلتزم بمكافحة الإرهاب». ولم يفوّت رئيس الوزراء الصهيوني في المقابلة فرصة إظهار موقفه المتطرف والعنصري، إذ أجاب على سؤال بشأن مستقبل القطاع: «شغفي لا حدود له.. إن إلقاء اللوم على إسرائيل التي تقاتل هؤلاء الوحوش مجرد حماقة.. إنه شر محض لا بد من محاربته.. ولهذا السبب أتحدث إليكم بمثل هذا الشغف والاقتناع».
عن أي مستقبل يتحدث؟
تثير هذه التصريحات جملة من المسائل، وعلى مستويات مختلفة، ففي البداية يشبّه نتنياهو حكومة حماس بالنظام النازي، وعلى هذا الأساس يستحضر هزيمة اليابان وألمانيا في الحرب، محاولاً عبر ذلك إبعاد الملامح الفاشية التي رافقت الكيان الصهيوني منذ نشأته، ويناقش «مستقبل غزة» كما لو أن جيش الاحتلال قد «انتصر» في هذه الحرب، في الوقت الذي يعلم الجميع، أن الأهداف التي أعلن عنها جيش الاحتلال لم يتمكن من تحقيقها حتى اللحظة، وإن النقاش عن ضرورة «تغيير ثقافي في غزة» يبدو منفصلاً عن الواقع، كونه صادر عن طرف غارق في الوحل، وعاجز عن الحركة، يرتكب كل يوم جرائم حرب، وكلّ ما يستطيع فعله هو انتظار النتائج السياسية لكل ما جرى. المسألة الثانية التي تظهر بوضوح في حديث نتنياهو، وتحديداً في فكرة «تغيير الثقافة» هو أن ما يرى نتنياهو ضرورة في تغييره هو «ثقافة المقاومة» التي تعتبر نتيجة طبيعية للاحتلال وتعبر ثقافة أصيلة وملازمة للشعب الفلسطيني لا ترتبط بحماس وحدها، ويفترض أن الكيان هو أكثر العارفين لهذه الحقيقة، كونه كان هدفاً مشروعاً لفصائل المقاومة المتعددة منذ قيامه وحتى اللحظة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1149