الصهاينة لا يرون مشكلة في استخدام السلاح النووي ضد غزة!

الصهاينة لا يرون مشكلة في استخدام السلاح النووي ضد غزة!

أثارت تصريحات وزير التراث الصهيوني الكثير من الجدل، بعد أن قال عميحاي إلياهو: إن استخدام القنبلة النووية ضد قطاع غزة قد يكون «حلأ ممكناً» فيما يبدو رسالة تهديد صهيونية، بعد أن وصل جيش الاحتلال إلى طريق مسدود، ولا يبدو أن قيادته ترى مخرجاً قريباً.

رد إلياهو على سؤال في مقابلة مع راديو «كول بيراما» عما إذا كان ينبغي قصف غزة بقنبلة نووية بالقول: إن ذلك «يمكن أن يكون أحد الاحتمالات» وأسهب الوزير في شرح ما يقصده، وتحدث: إن «قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض» وأن «على إسرائيل إعادة إقامة المستوطنات فيه» واعتبر أن مصير الأسرى من جنود الاحتلال والمستوطنين يمكن أن يكون «ثمناً لهذه الحرب». ليعلن بعدها أن حياة من وصفهم بـ «المختطفين» ليست أغلى من حياة جنود الاحتلال الذين يقتلون في المعارك الحالية. وبخصوص الفلسطينيين الذين تحملوا أقسى أشكال القصف والعدوان منذ 7 تشرين الأول قال وزير التراث: «فليذهبوا إلى أيرلندا أو الصحارى، وليتولى الوحوش في غزة مهمة الحل بأنفسهم»

الخطاب المتطرف المألوف!

دعوات عميحاي إلياهو للإبادة الجماعية لم تختلف عن سلوك الاحتلال منذ عام 1948 لكن المثير للانتباه أن هذه التصريحات لاقت «استهجاناً» من قبل بعض سياسي الكيان وقادة المعارضة، لنشاهد بعدها مسرحية مكشوفة لا تنطلي على أحد. فجمّد بنيامين نتنياهو عضوية الوزير الذي ينتمي لحزب «عوتسما يهوديت» اليميني المتطرف بزعامة إيتامار بن غفير، ومنعه نتنياهو من حضور اجتماعات الحكومة حتى إشعارٍ آخر. واعتبر كلام الوزير عميحاي إلياهو «منفصلاً عن الواقع»، وادّعى رئيس الحكومة أن «إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقاً لأعلى معايير القانون الدولي، لمنع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين». كما لو أن العالم لم يشاهد ما فعله جيش الاحتلال من جرائم حرب خلال تاريخه، وخلال الشهر الماضي تحديداً.

أزمة «صورة إسرائيل»

لم يعد خافياً على أحد، أن الكيان ومنذ بدء عدوانه الوحشي الأخير خسر كثيراً على مستوى الرأي العام العالمي، ولم يظهر بموقع «الضحية» رغم كل محاولات الدعاية الصهيونية، ويبدو أن المعركة الصعبة التي يخوضها في القطاع باتت تفرض عليهم مزيداً من التصعيد والتهديد، وخصوصاً مع الحديث عن إمكانية انخراط لاعبين آخرين بشكلٍ أكبر في المعارك الجاريةـ فعضو «الكنيست» يفعات بيتون وصفت إلياهو بالـ «غبي» واعتبرت أن تصريحاته هذه تدمر جهود «الدعاية الإسرائيلية» حول العالم، لكن ما قاله إلياهو لابد أنه يدور في أذهان قادة الكيان المأزوم، لكنهم غير قادرين في اللحظة الحالية الإفصاح عما يفكرون به فعلاً، ويبدو أن هذه المهمة أوكلت إلى الوزير لتكون الرسالة قد قيلت، ولا ينفع بعدها تجميد عضويته أو إقالته!

صفة «التطرف» توحي بوجود نقيضها!

كثر في الأشهر الماضية استخدام صفة «المتطرف» لوصف خطاب قوى سياسية داخل الكيان، وتحديداً أولئك الذين استعان بهم نتنياهو للخروج من دوامة الانتخابات المتكررة، لكن المسألة في الحقيقة مختلفة كلياً، إذ رافقت صفة «التطرف» كل الحركة الصهيونية منذ نشأتها، ولا يمكن الحديث فعلاً عن «متطرفين» كما لو أن هناك آخرين «معتدلين» في مقابلهم. وليس المقصود هنا القول: إن لا فروق بين الفرق السياسية داخل الكيان، بل القول: إن هذه الفرق ترى مقاربات مختلفة لإدارة الأزمة الوجودية التي يمر بها الكيان، وما يثير الاهتمام هو أن معظم الانتقادات التي وُجّهت من داخل الكيان لتصريحات إلياهو لم تستنكر فكرة الإبادة الجماعية، أو اللجوء للأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين، بل ركزت على أن استخدام هذا السلاح يمكن أن يضر بالأسرى الصهاينة داخل القطاع. إذا قالت عائلات الأسرى في بيان تداولته وسائل الإعلام: «نطالب رئيس الوزراء باتخاذ إجراءات فورية ضد أي وزير يرغب في إيذاء المختطفين والمفقودين» ولم يخرج زعيم المعارضة يائير لبيد في انتقادته عن هذا الخطاب، إذ اعتبر أن مشكلة التصريحات تنحصر في كونها «تضر بعائلات المخطوفين والمجتمع الإسرائيلي وبمكانة إسرائيل الدولية».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1147