ماذا تعني «العملية البرية» لجيش الاحتلال في القطاع؟

ماذا تعني «العملية البرية» لجيش الاحتلال في القطاع؟

ازداد- منذ بداية الحرب في الأراضي المحتلة- الحديث عن «عملية برية» محتملة لجيش الاحتلال في قطاع غزة، وبدأت الاشتباكات تتزايد بشكل ملحوظ، وتحديداً منذ ليلة أمس 28 تشرين الأول، ما أثار موجة جديدة من التصريحات والمواقف الرسمية في المنطقة والعالم لخطورة هذه الخطوة.

الإعلان عن نيّة قوات الاحتلال اجتياح القطاع ليس طرحاً جديداً، بل كان مرافقاً لكل تصعيد جرى في الأراضي المحتلة خلال السنوات الماضية، وعلى هذا الأساس لم يكن مستغرباً أن يكرر الكيان هذا الطرح بعد عملية كبرى، مثل: عملية «طوفان الأقصى» لكن الخسائر الكبرى التي يمكن أن تلحق بجيشه في «عملية برية» كهذه أثارت جملة من التساؤلات حول جدّية النوايا الصهيونية، وما المبرر لدخول مغامرة بهذا الحجم.
محاولة دخول قوات الاحتلال إلى القطاع يعني خسائر فادحة في صفوفها، واتخاذ قرار بهذا الحجم يعني أن إمكانية احتواء المشهد لم تعد ممكنة بأي من الوسائل الأخرى، فأمام القيادة الصهيونية خيارات صعبة، فإما أن تقر بالهزيمة وتظهر بمظهر العاجز عن التعامل مع القطاع على الرغم من قدرات جيش الاحتلال الكبرى، وإما الدخول في دوامة خسائر هائلة ستتحمل القيادة الحالية مسؤوليتها، وسيكون لكلا الاحتمالين آثار بعيدة المدى على الكيان من الداخل، فالخسائر الفادحة بالمعنى العسكري أو السياسي أو كلاهما ستكون بمثابة تهديد حقيقي لكل مشروع الاستيطان وقيام «دولة إسرائيل»، ففكرة إنشاء دولة على أراضي الغير ارتبطت دائماً بشرط لازم وضروري، وهو تأمين الحماية لهذه المستوطنات وساكنيها، وفشل «إسرائيل» في هذه المهمة يضع كل فكرة قيامها على المحك. هذا بالإضافة إلى أن إطلاق «عملية برية» يزيد من حالة الاستقطاب داخل الكيان، ويعزز الانقسام الحاصل، بل يظهر بوضوح أن القرار هذا يعمق الانقسام داخل الولايات المتحدة نفسها، وفي قلب إدارة بايدن.
من زاوية أخرى، يعتبر القطاع بالنسبة للفلسطينيين أولى أراضيهم المحررة، وعلى هذا الأساس لا يمكن النظر إلى محاولات اجتياحه بوصفها مسألة عادية، بل ستحمل دلالات خطيرة في الداخل، ما سيكون بمثابة دافع حقيقي للفلسطينيين للدفاع عن هذا المكتسب المشروع، لا من باب التضامن مع إخوانهم في غزة فحسب، بل كون المحاولات الصهيونية لإنهاء القطاع هي محاولات لنسف فكرة وجود دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يعاكس حركة التاريخ، وتحديداً في هذه اللحظة بالذات.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1146