تداعيات كبرى متسارعة في جيش الاحتلال!
تطورات الوضع في الكيان تتعقد على مدار الساعة، ولا تنقطع أخبار الاحتجاجات على خطة التعديلات القضائية، التي يحاول بنيامين نتنياهو تمريرها بالتوافق مع حلفائه في الحكومة والبرلمان، ما استدعى الاهتمام خلال الأسبوع الماضي، هو تبلور التحركات التي بدأت داخل جيش الاحتلال والقوى الأمنية، والتي قد تؤثر بشكلٍ كبير على مستقبل الكيان القلق.
أعلنت لجنة العدل النيابية في الكنيست في 20 من شهر تموز الجاري، أنها أقرّت بأغلبية 9 أصوات مقابل 6 ما يعرف باسم «إلغاء بند المعقولية» الخطوة التي تسمح بطرح المسألة على المجلس يوم الإثنين 24 تموز ليتحول في حال تم إقراره إلى قانونٍ نافذ، وسمح هذا البند للمحكمة الدستورية العليا بممارسة رقابة قضائية على السلطة التنفيذية، عبر مراقبة عمل الحكومة والوزارات والهيئات الرسمية التابعة لها. ويرى داعمو هذا التوّجه ضرورة الحد من صلاحية «الدستورية العليا» متذرعين بأن أعضاءها هم أشخاص غير منتخبين، يعيقون عمل حكومة خرجت من برلمان منتخب. وبعيداً عن الجوانب الشكلية في هذا السجال، ظلّت التفاصيل المتعلقة به تشغل الشارع داخل الكيان، وكانت المحرك لحركة احتجاجية ضخمة لم تنقطع منذ أشهر، ونجحت في حشد قوى كبيرة في معظم تحركاتها.
احتجاجات متزايدة داخل الجيش
ربما تكون أخطر تداعيات المشهد السياسي الملتهب بالنسبة للكيان هي تلك التي تحصل داخل صفوف الجيش والقوى الأمنية، فكانت مجموعة من الأصوات ترتفع مؤخراً وتحاول التعبير عن رفضها لمساعي نتنياهو وفريقه، وحدثت بالفعل جملة من التطورات، حيث رفض عدد من جنود الاحتياط الالتحاق بقطاعاتهم العسكرية كشكل من أشكال الاحتجاج، وهو ما دفع الحكومة لتهديد من ينجر من الجنود لمثل هذه الدعوات بأن تتم معاملته على أساس عصيان الأوامر العسكرية، لكن هذا التهديد لم يمنع المسألة من التطور.
فقد شهدت قطاعات مختلفة من الجيش تزايداً في أعداد الجنود الرافضين لأداء الخدمة، وأعلن رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، مساء يوم السبت 22 تموز، أن: «تداعيات تمرير التعديلات القضائية ستكون ضرراً حقيقياً على الجيش، وسينهار في غضون 48 ساعة» مبالغة رئيس الأركان هذه تعبّر عن درجة الاحتقان الحاصل بالفعل، فالوضع أصبح خطيراً وقابلاً للتوسع، إذ قال هاليفي: إن «عشرة آلاف جندي انضموا للدعوة التي أطلقها أكثر من ألف عنصر من عناصر القوات الجوية» قاصداً بذلك ما تحدثت عنه هيئة البث «الإسرائيلي» إذ أشارت إلى أن «1140 من الطيارين ومستخدمي سلاح الجو من الاحتياط أعلنوا توقفهم عن التطوع في نشاطات سلاح الجو، اعتباراً من مساء الجمعة 21 تموز، وذلك احتجاجاً على الاستمرار بالتشريعات الخاصة بالتغييرات التي يبادر إليها الائتلاف الحكومي في الجهاز القضائي».
كيف يتعامل نتنياهو مع المسألة؟
لم يطرح نتنياهو أي حلٍّ للتعامل مع المشكلة، سوى التهديد باعتقال الجنود الذين ينجرون لهذا الموقف، في الوقت الذي يشير المشهد إلى أن وصول تداعيات الأزمة إلى الجيش يعني شيئاً واحداً، وهو أن الأزمة عميقة بالفعل، وباتت تهدد أعمدة الكيان الصهيوني، فقد تهدأ هذه التحركات إذا ما وصل الفرقاء السياسيون إلى اتفاق ما، لكن ذلك لا يلغي أن الصورة التي ظهر فيها جيش الاحتلال تشير إلى حجم تفكك المجتمع، الذي كان يدرك منذ تأسيس الكيان أن جيشه سيكون الضامن الوحيد لبقائه، ما يثير الاستغراب، أن رغبة الحكومة في ضبط المشهد تفاقم المشكلة أكثر، ما يدل على مستوى عالٍ من التخبط، فقد قام رئيس الأركان بزيارة تفقدية في الحدود الشمالية، رافقه فيها عدد من كبار قادة الجيش، مثل: قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، وقائد فرقة الجليل، وقائد اللواء الشرقي، ليقوم مراسل تلفزيون المنار اللبناني في نشر مقطع مصور ظهر فيه كبار الضباط الصهاينة في خرق أمني أثار موجة من السخط الإضافية في الشارع. كل ذلك يمكن أن يتجه لمزيد من التأزم مع ظهور نتائج التصويت المتوقع غداً في الكنيست.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1132