الاتفاق السعودي الإيراني يُبدد طموحات كيان العدو وصحافته تؤكد

الاتفاق السعودي الإيراني يُبدد طموحات كيان العدو وصحافته تؤكد

شكّل الاتفاق السعودي- الإيراني باستئناف العلاقات الدبلوماسية- والموقع في بكين- ضربة قوية للولايات المتحدة وحلفائها ومشاريعهم في المنطقة، وتحديداً منهم الكيان الصهيوني الذي يعاني الأمرّين أساساً، ليقدم الحدث مادةً أخرى في سياق الأزمات والخلافات السياسية داخل الكيان... فيما يلي نستعرض بعضاً من مواقف سياسيي العدو وصحفهم في التعاطي مع الأمر.

دارت معظم الأحاديث السياسية والصحافية الصهيونية المتعلقة بالاتفاق السعودي الإيراني حول 3 مفاصل بشكل أساسي: استخدام الحدث كأداة سياسية لتبادل الاتهامات والملامة بين مختلف الأطراف السياسية، تأثير الحدث على السياسة الخارجية للكيان وتحالفه بوجه إيران، والتطبيع مع السعودية.

خلافات واتهامات متبادلة

في مقال نشر على صحيفة معاريف بعنوان «تطور دراماتيكي: إيران والسعودية تعلنان تجديد العلاقات بين البلدين» اقتبس من رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن يولي إدلشتاين قوله: «العالم لا يتوقف بينما نحن مشغولون هنا بصراعات واشتباكات على السلطة [...]إيران والسعودية اتفقتا على تجديد العلاقات بينهما، وهذا أمر سيئ جداً بالنسبة «لإسرائيل» والعالم الحر بأسره».
ونقلت الصحيفة بالمقال نفسه قول رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت «إن تجديد العلاقات بين إيران والسعودية تطور جدّي وخطير على «إسرائيل» وانتصار سياسي لإيران [...] وهو يعكس فشل ذريع لحكومة نتنياهو، حيث نجم عن مزيج من الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد «وتابع «دول العالم والمنطقة تراقب «إسرائيل» في صراعها مع حكومة لا تعمل، وتقوم بتدمير ذاتي ممنهج [...] حكومة نتنياهو تعكس فشلاً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، وكل يوم من عملها يعرض إسرائيل للخطر».
من جهة أخرى، في مقال نشر على صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل بعنوان «مسؤول كبير يلقي باللوم على ضعف حكومة بايدن وبينيت ولابيد في الاتفاق السعودي الإيراني» استند المقال إلى مصدر مسؤول لم يعرّف عن هويته بإلقاء اللوم على الحكومة الصهيونية السابقة، وضعف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتوصل إيران والسعودية إلى اتفاقهما، ونقل المقال عن المسؤول قوله «كان هناك شعور بضعف إسرائيلي وأمريكي، لذلك لجأت السعودية إلى قنوات أخرى» وجاء في المقال: «زعم المسؤول أن المحادثات بين الرياض وطهران بدأت في عام 2021 خلال فترة حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد التي لم تدم طويلاً، بالفترة التي كانت إدارة بايدن أكثر التزاماً بإعادة الدخول إلى الاتفاق النووي الإيراني، ونتيجة لذلك تحوّلت المملكة العربية السعودية نحو الصين».
ورداً على اتهامات حكومة نتنياهو للابيد، جاء في المقال: أن الأخير سخر منها ونشر «تغريدة على تويتر يقول فيها أن حكومته قامت بتنحية كل القضايا الأخرى، حينما كان واضحاً لهم أن إدارة بايدن كانت على وشك الدخول في الاتفاق النووي الإيراني، مشيراً بأن «إسرائيل» لعبت دوراً في عرقلة الصفقة. مقارناً الأمر مع الحكومة الحالية التي نجحت إيران خلالها بتخصيب اليورانيوم بنسبة 84%».
وفي صحيفة يديعوت أحرنوت نُشر مقال يؤكد ما يجري داخلياً من خلافات متعاظمة إثر الاتفاق السعودي الإيراني، حيث جاء فيه «تحوّل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى «سلاح» بيد المعسكرات السياسية في «إسرائيل» التي بدأت على الفور بمهاجمة بعضها البعض. مضت 4 سنوات من الفوضى السياسية التي أحدثت أضراراً جسيمة في الخطر الاستراتيجي بإسرائيل، والأمر يقترب من نقطة اللاعودة [...] من هذه الأضرار الجسيمة فقدان القدرة على إجراء تشخيص دقيق للواقع، فكل تحدٍّ استراتيجي ينشأ من الداخل أو الخارج لا يجري تحليله بشكل موضوعي، وإنما يتم وصفه على الفور بأنه إنجاز ملفت لحزب سياسي ما، أو دليل على فشل كبير لحزب آخر. ويعطي تجديد العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية دليلاً آخر على هذا النقص.» وبينما ينتقد المقال ما يجري داخل الكيان لم يخل من توجيهه اتهاماً وملامة، إلا أنها كانت هذه المرة من نصيب بايدن، حيث جاء فيه «في الخلفية، يعكس الاتفاق فشل إدارة بايدن تجاه السعودية بشكل خاص، وصورة واشنطن السيئة في الشرق الأوسط بشكل عام، ويوضح التأثير الإقليمي المتزايد للصين التي لعبت دوراً رئيسياً في الوساطة بين البلدين».

فشل السياسة الخارجية والتحالف الإقليمي المزعوم ضد إيران

نشرت صحيفة «ذا جيروزاليم بوست» مقالاً بعنوان «الاتفاق السعودي الإيراني يدمّر جدار الدفاع الإسرائيلي بوجه إيران» وجاء فيه نقلاً عن رئيس الوزراء السابق يائير لابيد قوله: إن «الاتفاق السعودي الإيراني يعد تطوراً خطيراً يجرّد «إسرائيل» من جدارها الدفاعي الإقليمي ضد إيران» كما نقل المقال تغريدة لدينيس سيترينوفيتش من معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب قال فيها: إن «الاتفاق الجديد رسالة لإسرائيل مفادها أن حلمها بإنشاء تحالف إقليمي لم يعد ممكناً ولم يكن كذلك أبداً» وأوضح المقال، أن دينيس «شدد على أن معظم دول المنطقة تعتبر الحوار أفضل وسيلة للتعامل مع إيران، مما يجعل إسرائيل الدولة الوحيدة التي تركز على الخيار العسكري ».
وفي مقال صحيفة معاريف المذكور أعلاه نُقل عن نفتالي بينيت قوله: إن الاتفاق يمثل «ضربة قاتلة لجهود إنشاء تحالف إقليمي [عسكري] ضد إيران».

تطبيع العلاقات مع؟

قبل يومٍ واحد من إعلان الاتفاق الإيراني السعودي نشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز مقالاً زعمت فيه أن السعودية تودّ تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ولكن بشروط تتعلق بحصولها على ضمانات أمنية ومساعدة من إدارة بايدن لإنشاء برنامج نووي مدني في البلاد.
بصرف النظر عن صحة أو زيف الادّعاء السابق، إلا أن موعد نشره قبل يومٍ واحد من إعلان الاتفاق ليس من قبيل المصادفة، فرغم أنه جاء مفاجئاً بالجانب الإعلامي، إلا أنه ليس من الصعب على أجهزة الاستخبارات الغربية أن ترصد هذا التحرك، وعليه فإن نشر المقال السابق كان يهدف بجانب منه إلى التشويش على الاتفاق ومحاولة لتخريبه، إلا أنه شكل مادة تلقفتها صحافة العدو، ومنها صحيفة هآرتس التي اعتبرت أن «العلاقات الإيرانية السعودية لا تغير الكثير في مسار التطبيع الذي يلوح في الأفق بين السعودية واسرائيل» ويزعم المقال أن الكيان الصهيوني والسعودية يتشاركان بالمصالح والأهداف الاستراتيجية، فيما يبدو أنها محاولة لتلطيف ما يجري داخل الكيان.
في المقابل، نشرت عضو الكنيست السابقة كسينيا سفيتلوفا تغريدة على موقع تويتر أقرب للواقع قالت فيها: «المملكة العربية السعودية تطبّع العلاقات، لكن لا، ليس مع إسرائيل وإنما مع إيران. قبل شهرين فقط وعد نتنياهو بإحلال السلام مع السعودية، يبدو أننا نتحرك بالاتجاه المعاكس».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1113