تعليق العمل بـ«ستارت الجديدة» وضمان الموقع الروسي المتقدم
عتاب منصور عتاب منصور

تعليق العمل بـ«ستارت الجديدة» وضمان الموقع الروسي المتقدم

ألقى الرئيس الروسي خطابه السنوي أمام الجمعية الفيدرالية، الحدث الذي جرى تأجيله العام الماضي، ما يعني أنه هو الأول منذ إعلان بوتين عن إطلاق «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، فعلى الرغم من أن الرئيس الروسي لم يغب عن الإعلام مطلقاً، إلا أن خطابه السنوي يلقى اهتماماً خاصاً، وتحديداً في لحظات كالتي نعيشها اليوم!

تنوعت المواضيع التي تطرق لها بوتين في خطابه هذا، وربما كان أبرزها تعليقه العمل في اتفاقية ستارت-الجديدة، التي جرى التوقيع عليها بين الولايات المتحدة وروسيا بهدف خفض الأسلحة النووية، وجرى التوقيع عليها في عام 2010 من قبل الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف ونظيره الأمريكي باراك أوباما حينها.

أبرز ما تحدث فيه بوتين

جدد بوتين وضوحاً موقفه من الحرب الدائرة حالياً، معتبراً أن من بدأها كان الغرب لا روسيا، وخصوصاً أن الدول الغربية لم تكن صادقة عند توقيع اتفاقية مينسك، معتبراً أن سلوكها كان أشبه «بمسرحية دبلوماسية» مشيراً إلى أن الخيانة التي تمت من قبل الغرب تعتبر فعلاً اعتيادياً بالنسبة لهم، وخصوصاً أنهم اعتادوا «البصق على العالم كله» حسب تعبيره، وأكد مجدداً: أنه لا يمكن هزيمة روسيا في ساحة المعركة، مؤكداً استعداد بلاده للتعامل مع الواقع بحال تطور الصراع إلى مواجهة عالمية. من جهة ثانية، تحدث بوتين عن الأوضاع الداخلية في روسيا، وضرورة تطوير الجبهة الداخلية، واقترح تأسيس صندوق حكومي لدعم أسر المشاركين في العملية العسكرية، وأشار إلى أن الدولة قدمّت دعماً مالياً لقطاعات الأعمال عبر ضخ أموال مغطاة بقيمة تريليون روبل.

تعليق معاهدة ستارت

في الوقت الذي أكد فيه الرئيس بوتين: أن ما تقوم به روسيا هو تعليق لا انسحاب من المعاهدة، وأنه ينبغي إعادة النقاش حول هذه المسألة، أشار بشكل خاص إلى جملة من المسائل، مثل: إن الولايات المتحدة تطالب روسيا بتنفيذ جميع النقاط في المعاهدة، ولكنها تتصرف كما تشاء فيما يخص التزاماتها، هذا بالإضافة إلى أن واشنطن تفكر في إجراء اختبارات لأسلحة نووية، وهو ما يفرض على روسيا القيام بالمثل في حال أقدمت الولايات المتحدة على ذلك. من جهة ثانية، أشار الرئيس الروسي إلى ضرورة أخذ الترسانة الاستراتيجية لكل من فرنسا وبريطانيا بعين الاعتبار، في إشارة إلى أن تحقيق التوازن يفرض أن تكون الترسانة النووية الاستراتيجية الروسية قادرة على التعامل مع الغرب مجتمعاً.

وقال الرئيس الروسي في السياق ذاته: إن الناتو يطالب بالحق في الإشراف على قوات الردع النووية الروسية، ويتجاهل إعطاء روسيا الحق ذاته، واصفاً ما يجري «بمسرح العبث» معتبراً أن المطلوب غربياً هو «إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا والولوج إلى منشآتها النووية». تعليق العمل في معاهدة ستارت لاقى استنكاراً غربياً شديداً، في الوقت الذي اعتبر فيه نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، أن «الولايات المتحدة حصلت على ما تستحقه بسياستها العقيمة تجاه روسيا» مضيفاً أنه «لا يمكن محاربة روسيا من جهة، والتظاهر من جهة أخرى بأن الأمور تسير كالمعتاد في مجال الاستقرار الاستراتيجي».

تدرك روسيا أن قدراتها النووية تشكّل الضامن الأساسي لبقائها في مواجهة مع الغرب، فهذه الترسانة قادرة على الردع وتحطيم آمال الغرب بحسم الصراع لصالحه، ولذلك يبدو أن المساس بموقعها المتقدم في المنافسة النووية ينبغي الحفاظ عليه في هذه اللحظات الحساسة، دون تقديم أية تنازلات للغرب، الذي سعى منذ توقيع المعاهدة بنسختها الأولى لتجريد الاتحاد السوفييتي من سلاح الردع الإستراتيجي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1111