هل تخضع البرازيل للضغوط الأمريكية فعلاً؟
عتاب منصور عتاب منصور

هل تخضع البرازيل للضغوط الأمريكية فعلاً؟

أنهى الرئيس البرازيلي المنتخب حديثاً لولا دا سيلفا زيارته الأولى إلى واشنطن، والتي التقى فيها نظيره الأمريكي جو بايدن، في 11 من شهر شباط الجاري، وأعادت الزيارة التركيز مجدداً على العلاقة بين البلدين، وطرحت الأسئلة حول السياسة الخارجية التي سيتبناها الرئيس الجديد.

ما أثار الانتباه، أن السلطات البرازيلية منعت سفناً حربية إيرانية من الرسو في ريو دي جانيرو، ما عبّر عنه البعض، وتحديداً في واشنطن، بوصفه «رضوخاً برازيلياً للمطالب الأمريكية» فعلى الرغم من الرئيس البرازيلي لم يمض الوقت الكافي بعد للحكم على طبيعة توجهاته وتحديداً في السياسية الخارجية، إلا أن الحدث المشار إليه لا يعتبر كافياً لبناء هذه الاستنتاجات.

تأجيل لا إلغاء!

رغم تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية التي قال فيها: إن «من الخطأ افتراض» أن واشنطن مارست ضغوطاً على البرازيل. رفع القرار البرازيلي وتوقيته بعض الأسئلة، وخصوصاً أن واشنطن لم تكن راضية عن هذا التسهيلات التي قدمتها البرازيل للسفن العسكرية الإيرانية، لكن المعلومات التي قدمتها البرازيل في هذا السياق أشارت إلى أن ما جرى هو تأجيل رسو السفن، بما جعلها لا تتزامن مع زيارة الرئيس إلى الولايات المتحدة، وأشارت وزارة الخارجية البرازيلية بأنه يسمح للسفن بأن ترسو في الميناء من تاريخ 26 شباط الجاري إلى 3 آذار المقبل.
أوكرانيا وضرورة البدء بالمفاوضات
نقلت وسائل الإعلام بعد زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس، أن الرئيس البرازيلي رفض طلباً ألمانياً بنقل الذخائر التي تملكها بلاده إلى الجيش الأوكراني، و»غرّد» دي سيلفا على موقع تويتر، بأن «البرازيل غير معنية بإرسال الذخيرة لاستخدامها في الحرب بين أوكرانيا وروسيا. البرازيل بلد السلام وفي الوقت الراهن من الضروري أن نجد من يريدون السلام، وهذه الكلمة استخدمت قليلاً جداً حتى الآن». ما شكّل ضربة متوقعة للمحاولات الأمريكية في تأمين الذخائر المطلوبة من مخزونات دول أمريكا اللاتينية، التي تفضل ألا تنخرط في الصراع بهذا الشكل، وفي مواجهة روسيا التي تتمتع بعلاقات جيدة مع معظم دول القارة.
من جهة ثانية، أكد دي سيلفا عقب لقائه مع الرئيس الأمريكي بأنه شعر بوجود رغبة عند نظيره الأمريكي بإيجاد مخرج من الحرب الدائرة في أوكرانيا، وأضاف دي سيلفا: «أخبرت الرئيس بايدن بما سبق أن قلته للرئيس الفرنسي والمستشار الألماني حول الحاجة إلى إنشاء مجموعة من الدول، التي لا تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في حرب روسيا ضد أوكرانيا، حتى نتمكن من إيجاد طريق لتحقيق السلام» في إشارة واضحة إلى قراره بإبقاء البرازيل بعيدة عن الانخراط في هذه المواجهة، أملاً في أن تلعب دوراً في مفاوضات قادمة متوقعة.
تدل المؤشرات الأولية حتى اللحظة، أن البرازيل لن تقبل الأدوار التي تفرضها عليها الولايات المتحدة، قد لا يعني هذا تطابقاً تاماً في مواقفها مع المعسكر المقابل، لكنها نزعة للعب دور مستقل عن الولايات المتحدة مع إدراك حجم الآفاق التي يفتحها تحالف دول بريكس أمامها مستقبلاً، وهو ما يبدو أنه سيكون موضوعاً لزيارة الرئيس الجديد إلى الصين في الشهر القادم، برفقة رئيسة البلاد السابقة ديلما روسيف، التي سوف تترأس بنك التنمية الجديد الذي أطلقته المجموعة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1109