العاصفة الثلجية تختبر البنية التحتية للولايات المتحدة
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين عاصفة ثلجية غير مسبوقة، التي أثرت على أكثر من ثلثي مواطنيها، ووصلت درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 46- سيليزيوس، ووُصف الأمر بأنه كارثة طبيعية، وراح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً، لكن اللافت في النظر هو تأثيرات العاصفة على البنية التحتية للولايات المتحدة، «الدولة الأكثر تقدماً» و«الأولى اقتصادياً» وفق مزاعمها، وتحديداً منها شبكة الكهرباء وإمدادات الغاز وأنابيب المياه.
لا يمكن التنبؤ تماماً بآثار وأضرار أية كارثة طبيعية قد تقع بطبيعة الحال، إلا أنه وخلال وقوعها تقوم باختبار مدى تطور واستعداد وقوة واستجابة البنى التحتية والدولة لها، وإذا ما كانت بعض الكوارث الطبيعية تأتي دون سابق إنذار، يمكن رصد بعضها الآخر بشكل مسبق، وتحديداً منها الجوّية، سواء أكانت ثلجية أم حارة أو غيره والاستعداد ما أمكن لها.
في حالة الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم رصد العاصفة بشكل مسبق، وصلت الأضرار على الشبكة الكهربائية إلى «حافة الانهيار» وفقاً لتوصيفات وسائل الإعلام الأمريكية نفسها، وفي بعض المناطق انهارت فعلاً، حيث قُطعت الكهرباء تماماً عن حوالي 1.7 مليون منزل ومكان عمل، وأبلغت عدة شركات كهربائية عملاءها باحتمالات قطعها للتيار الكهربائي مؤقتاً، وهو ما جرى فعلاً، نتيجة للطلب الذي ازداد بنسبة 35% خلال العاصفة، وذلك تجنباً لانهيار النظام بأكمله، واضطرت شركة PJM Interconnection للنقل الكهربائي- والتي تُخدّم قرابة 65 مليون شخص في 13 ولاية- لقطع الكهرباء عن عملائها أكثر من المتوقع بثلاث مرات، وطالبت المستهلكين بخفض استهلاكهم بتأجيل غسيل الملابس أو الصحون مثلاً!
فضلاً عن الطلب العالي، تعزى أسباب انقطاع التيار الكهربائي إلى تجمّد العديد من خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز، وتجمّد محطات الفحم، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة، نذكر مثالاً ما نقلته صحيفة Chattanooga Times Free Press عن شركة TVA «خلال وقت ما من يوم الجمعة فقدت TVA 6 آلاف ميغاواط من إنتاجها الكهربائي، أو ما يقرب من 20% من قدرة توليدها، إثر فقدان الاتصال بين وحدتي توليد في محطة كمبرلاند التابعة لـ TVA ومشاكل ببعض وحدات توليد الغاز».
ورغم الطلب المرتفع، كان إجمالي أنواع وقود التدفئة ووقود توليد الطاقة للمقاطعات أقل بنسبة 10% عن المعدل الطبيعي منذ 23 كانون الثاني، بسبب ضعف الشبكة الكهربائية، وتجمّد أنابيب الغاز أو محطات الفحم.
قال بروفسور موارد الطاقة في جامعة تكساس مايكل ويبر حول الأمر: «تكشف هذه الحالات من البرودة هشاشة أنظمة الطاقة التي نمتلكها، فعلى الرغم من أن التنويع بين الرياح والطاقة الشمسية معروف ونوقش كثيراً، إلا أن هذه التجمدات تظهر هشاشة أنظمة الغاز»، حيث انخفض إنتاج الغاز بنسبة 16% عن المستويات الطبيعية وفقاً لـ BloombergNEF.
ولم تنج شبكة المياه كذلك، حيث صدرت عدة تقارير تفيد بتجمد المياه في الأنابيب، مما تسبب بضغط كبير وكسر العديد منها في عدة مناطق، حيث أبلغ نظام مدينة تشارلستون المائي خلال أحد الأيام مثالاً عن إنتاجه حوالي 380 مليون لتر، بالمقارنة مع 190 مليون لتر خلال يوم شتوي عادي، ويعتقد المسؤولون أن هذه الزيادة ترجع إلى التسريبات سواء بأنابيب مياه الشرب، أو أنابيب أنظمة التدفئة المائية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1103