بوادر جديدة لعرقلة في تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة!
جولة خلافات جديدة بدأت تظهر بعد أن كلّف الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة، فالمناورة الواسعة التي أجراها الأخير لا تملك حظوظاً جدّية في تجاوز أزمة الحكم المتفاقمة، أو حتى تجاوز بعض الخلافات بين القوى السياسية الصهيونية، التي يبقى نجاح نتنياهو مرهوناً بالحفاظ على الحد الأدنى للتوافق معها.
نقلت وكالات الأنباء، أن نتنياهو أبلغ بتسلئيل سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية، الذي تحالف معه في انتخابات الكنيست الأخيرة، أنه لن يستطيع الحصول على حقيبة وزارة الدفاع كما كان يأمل. ما يعني بدء تخلخل التحالف الهش تماماً كما كان متوقعاً.
«خلافات البيت الواحد»
المثير في إعلان نتنياهو الأخير، هو السبب «الطريف» الذي ذكره، وهو عدم موافقة الولايات المتحدة على سموتريتش في منصب وزير الدفاع، فعلى الرغم من أن بعض وسائل الإعلام نقلت اعتراضات مزعومة للإدارة الأمريكية على رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني، إلا أن إعلان رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة على تدخل واشنطن بشكل مباشر في تشكيل الحكومة يضع نتنياهو، أو أي رئيس وزراء آخر في «سلم وظيفي» تحت قيادة أية إدارة أمريكية، أي إعلان صهيوني صريح عن تبعية معروفة، لكنها لم تكن معلنة بهذا الشكل على لسان كبار المسؤولين.
من جانب آخر، أشار نتنياهو إلى أن خلافات ظهرت بين الكيان واشنطن في السنوات الماضية، لا بل أشار أيضاً إلى أنها قائمة بشكل أوسع من إطار الجمهوريين أو الديمقراطيين، مشدداً على أنه لا يرى هذه الخلافات إلا بوصفها «خلافات داخل العائلة الواحدة».
هدف خفي من هذا الإعلان!
يدرك نتنياهو بلا شك، المعنى السياسي لتصريحاته الأخيرة، وهذا بالضبط ما قصد إيصاله، أن يؤكد على أن الكيان تابع مخلص للولايات المتحدة. ويأمل من هذا التأكيد غطاءً أمريكياً لنشاطه السياسي القادم، الذي سيكون مضطراً أثناءه للانقلاب على حلفائه، الذي يأمل أن يعوّض الضغط الأمريكي عليهم انعدام الاستقرار السياسي داخل الكيان.
ما قد لا يدركه نتنياهو، أن إظهار الطاعة للولايات المتحدة لا يمكن أن يكون الحل السحري «لخلافات البيت الواحد» الرهان المستحيل، هو أن تعيد الولايات المتحدة النظر في استراتيجيتها بما يتماشى مع ضرورات الكيان الوجودية، وهو الرهان الذي لا يمكن أن يتحول إلى واقع، حين تصبح المخاطر المحدقة بالولايات المتحدة مخاطر وجودية لا يمكن لأية إدارة حالية أو قادمة تجاهلها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1097