الصهيوني ينتقم من الحجر بالرصاص الحيّ
ملاذ سعد ملاذ سعد

الصهيوني ينتقم من الحجر بالرصاص الحيّ

تصاعد مستوى العنف الصهيوني تجاه الفلسطينيين خلال الأسبوع الماضي، بالاستناد إلى طريقته التقليدية المعتادة منذ نشأته، بالقمع والترهيب والقصف والقتل والاعتقال، وما لم ينجح خلال عقود طويلة على تحقيقه بكسر الإرادة الفلسطينية ومقاومتها، لن ينجح بذلك اليوم، بينما هو وحلفاؤه بأضعف مراحلهم محلياً ودولياً.

بعد عملية كريات أربع، التي نفذها محمد كامل الجعبري، وما تلاها من احتفالات وصدى وزخم شعبي فلسطيني كبير في مختلف الأراضي، عمد الكيان الصهيوني على مواجهة الصدى بالقمع والترهيب، حيث قام باقتحام الضفة الغربية في نهاية الشهر الماضي واعتقل 8 فلسطينيين من مناطق مختلفة من بينها جنين والخليل، علماً أنه لم يجر هذا الأمر دون مقاومة فلسطينية، أكدت وجودها مرةً عبر إطلاقها الرصاص على القوات الصهيونية في جنين، ليعود الاحتلال بعدها في الثالث من الشهر الجاري بإرسال قوة خاصة لاقتحام جنين تحديداً ما أدى لاستشهاد فلسطينيين اثنين.
وفي اليوم التالي، قامت مقاتلات الكيان بغارة جوية على قطاع غزة، بعد إطلاق قذائف صاروخية منه نحو «مواقع إسرائيلية» وبالمثل من اختلاف حجم المواجهة ما بين قذائف وغارات جوية، قامت القوات الصهيونية بقتل الشاب مصعب محمود في الضفة الغربية المحتلة بالرصاص الحي، رداً على تلقي جيش الحرب الصهيوني تقارير تفيد «بإلقاء حجارة» على السيارات في الطريق السريع هناك، ليفتح جنوده الرصاص الحي على المقاتلين الفلسطينيين «المدججين» بها!
ولم يخل الأسبوع الماضي من عمليات مقاومة شعبية فلسطينية بطبيعة الحال، حيث أصيب مستوطن صهيوني يوم الأربعاء الماضي جراء عملية دهس قام بها أحد الفلسطينيون في مدينة رام الله، وفي اليوم التالي، الخميس، أصيب شرطيان صهيونيان بعملية طعن نفذت في القدس قرب أحد أبواب المسجد الأقصى.
وكان من اللافت، انتشار صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لإحدى الأوراق الانتخابية للكنيست «الإسرائيلي» صوّرت في إحدى المراكز الانتخابية الرسمية كتب عليها «عرين الأسود.. مخيم جنين مر من هنا» بما تعنيه من رسالة تهديد أمني جدّية للكيان، وتأكيداً على أن تحركات الفلسطينيين في الضفة والقدس والقطاع تجد جواباً لها لدى فلسطينيي 48، وتحديداً، لدى الموجودين في تل أبيب نفسها، بما يحمل تهديدات أكبر على الكيان الصهيوني.
وإثر هذه التطورات المتصاعدة من المقاومة الشعبية الفلسطينية على كامل الأراضي المحتلة، وما تتسبب به من تخوفات كبرى لدى الكيان ومستوطنيه على حدٍ سواء، نشرت صحيفة «يسرائيل هيوم» تقريراً يفيد بارتفاع عدد طلبات التصاريح لحمل السلاح- المقدمة من النساء في المستوطنات بالضفة الغربية - بشكل قياسي وغير مسبوق، بما يشير إلى حالة الذعر لدى المستوطنين من جهة، وحاجة الكيان إلى «عسكرة» ما تبقى من مستوطنيه، بما فيهم النساء، تمهيداً للتطورات المتوقعة لديه: مقاومة شعبية أوسع وأقوى وأعلى تنظيماً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1095
آخر تعديل على الإثنين, 07 تشرين2/نوفمبر 2022 11:39