كوريا الديمقراطية تناور على هامش معركة أوكرانيا
ملاذ سعد ملاذ سعد

كوريا الديمقراطية تناور على هامش معركة أوكرانيا

تزيد كوريا الديمقراطية من مناوراتها سياسياً وعسكرياً في المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها كوريا الجنوبية واليابان، ويلاحظ ازدياد هذا الأمر بعد إعلان روسيا عن عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

أجرت كوريا الديمقراطية- خلال الأشهر الماضية- العشرات من التدريبات العسكرية والاختبارات الصاروخية متوسطة وبعيدة المدى، بما فيها الحاملة للرؤوس النووية، كان آخرها يوم الأربعاء الماضي بإطلاقها صاروخين كروز استراتيجيين بعيدي المدى فوق البحر الغربي للجزيرة الكورية، وكانت قد نقلت وكالة الأنباء المركزية الرسمية من كوريا الديمقراطية تصريحاً للرئيس كيم جونغ أون يعرب به ارتياحه لـ «قدرات رد الفعل العالية لقواتنا القتالية النووية، والتي أثبتت مرة أخرى استعدادها الكامل للحرب الفعلية، لوضع الأعداء تحت سيطرتهم بضربة مضادة غير مشروطة ومتحركة ودقيقة وقوية من قبل أي نظام سلاح».
وفي اليوم التالي، أعلنت كوريا الجنوبية واليابان عن إطلاق كوريا الديمقراطية صاروخاً بالستياً باتجاه بحر اليابان، وقد صرح وزير الدفاع الياباني ياسوكازا هامادا إثر ذلك، أنه بات بإمكان كوريا الديمقراطية الوصول بصواريخها إلى اليابان، حيث قال: «نعتقد أنهم قد حققوا مستوى تصغير شحنة الرأس الحربي النووي التي يمكن استخدامها لتزويد صواريخ باليستية، وبلادنا تقع في منطقة الإصابة بها»، وبنفس اليوم قامت 12 مقاتلة جوية من كوريا الديمقراطية بالتحليق قرب الحدود مع كوريا الجنوبية، مما أجبر الأخيرة على إرسال مقاتلاتها أيضاً.
لتتهم كوريا الجنوبية جارتها بقيامها بأعمال استفزازية، وتعلن عليها عقوبات اقتصادية جديدة تطال 15 فرداً و16 مؤسسة مرتبطين بالبرامج الصاروخية النووية.
فمن جهة، تستفيد كوريا الديمقراطية، أولاً: من التركيز الغربي الموجود في الملف الأوكراني ما بين روسيا وأوروبا وأمريكا. وثانياً: من الملف التايواني، وما بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لتفرض وزنها في المنطقة على هامش الملفين، بمواجهتها مع كوريا الجنوبية، وتردّ على استفزازاتها السابقة، ومن جهة أخرى، وعلى حجم هذا الوزن، تشكل التحركات الكورية الديمقراطية نقطة ضعف للغربيين، وتفرض عليهم تخفيف ضغطٍ جزئي عن الملف التايواني والملف الأوكراني، لصالح المواجهة معها، مما يفيد صديقتيها الصين وروسيا.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1092
آخر تعديل على الثلاثاء, 18 تشرين1/أكتوير 2022 10:32