الولايات المتحدة… جولة مواجهات جديدة تقترب
تقترب انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن لنتيجتها أن تؤثر بشكلٍ ملحوظ على اتخاذ القرارات في واشنطن، فخسارة الديمقراطيين للأغلبية في الكونغرس، تعني قدرة خصومهم على إعاقة الحركة، أو ربما الدفع في اتجاه مخالف في بعض الحالات.
بعد أن ارتفعت حظوظ بايدن قليلاً في الأسابيع الماضية، عادت الصورة القاتمة لتخيّم على مستقبل الانتخابات القادمة، فانخفاض أسعار الوقود وثباتها عند حد معين ساهم إلى حد ما في استقرار شعبية الرئيس الأمريكي، الذي تفرّغ مع إدارته لتأجيج الحرب في أوروبا، وخصوصاً بعد اقتحام مقر الرئيس السابق دونالد ترامب، والحديث عن وجود وثائق سرية بشكل غير قانوني في المقر المذكور.
صفعة أوبك+ في الوقت المناسب!
شكّل إعلان دول أوبك+ عن خفض 2 مليوني برميل من إجمالي الإنتاج اليومي للمجموعة، صدمة كبرى في واشنطن، وخصوصاً أن تبعات ذلك ستكون سريعة وستؤثر بشكلٍ كبير على أسعار الوقود، ما يعني أن شعبية الرئيس بايدن ستهتز بالنسبة للجمهور العريض الذي يعتبر هذا محدداً أساسياً لتقييم سياسة الرئيس الحالي. وتشير اللحظة التي اختارت فيها دول المجموعة هذا القرار إلى إدراك الدول المنتجة إلى حجم الصدمة التي ستولدها قرارات من هذا النمط، وخصوصاً أن الخفض لم يكن تدريجياً. وهو ما أغضب الإدارة الحالية بشدة ودفعها لبحث جملة من الخيارات التي لن تكون كافية لحل المشكلة على الإطلاق.
ترامب وتصريحات جديدة
لم يغب ما يجري عن الرئيس السابق، بل يطلق ترامب تصريحات جديدة مع كل تطور جديد للأحداث، لكن تصريحاته الأخيرة حول أوكرانيا يمكن لها أن تدل على حجم الصراع القادم، إذا ما خسر الديمقراطيين انتخابات التجديد النصفي. ففي اجتماع مع أنصاره في ولاية نيفادا يوم السبت 8 تشرين الأول، قال ترامب: «يجب أن نطالب بإجراء مفاوضات فوراً من أجل التوصل إلى نهاية سلمية للحرب في أوكرانيا، وإلا سننتهي إلى الحرب العالمية الثالثة». وأضاف: «لن يبقى هناك شيء من كوكبنا، وكل ذلك لأن الأشخاص الأغبياء ليس لديهم أدنى فكرة (عن الموضوع).. إنهم لا يفهمون قوة النووي». ثم وجّه لوماً مباشراً إلى بايدن، وقال: إنه يعاني من «تدهور إدراكي وليس لديه قدرة على قيادة البلد».
حديث ترامب عن ضرورة إيجاد نقطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وإنهاء التورط الأمريكي فيها، ليست فكرة جديدة، لكن ترامب يدرك أن ازدياد حجم التورط من شأنه أن يسمح بازدياد إمكانية الضغط في الداخل الأمريكي وخصوصاً مع معدلات التدهور المتوقعة بعد قرار أوبك+ وانتهاء صلاحية الإجراءات الشكلية لمعالجة التضخم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1091