انقلاب بوركينا فاسو ودعوات لطرد الجنود الفرنسيين
حمزة طحان حمزة طحان

انقلاب بوركينا فاسو ودعوات لطرد الجنود الفرنسيين

شهدت بوركينا فاسو- الواقعة غرب القارة الإفريقية على الحدود الجنوبية لمالي- يومين شديدي التوتر حتى الآن، بدءاً من مساء السبت، حيث دوت أصوات إطلاق النار في العاصمة واغادوغو، وصولاً إلى الإعلان عن خلع رئيسها بول هنري دامبيا، وإعلان الضابط العسكري إبراهيم تراوري نفسه رئيساً للبلاد. ما قصة الانقلاب وما الذي سبقه؟

تشهد بوركينا فوسا منذ عقود وبعد الاستعمار الفرنسي توترات أمنية كبرى، بالتوازي مع فقر مزمن وأوضاع معيشية سيئة جداً، وتسارع تدهورها بشكل حاد خلال العامين الماضيين، بالإضافة لتصاعد أنشطة تنظيم داعش الإرهابي داخلها، وتعد بوركينا فاسو بالعموم، دمية فرنسية يحاول شعبها التخلص من التدخل والتحكم الاستعماري غير المباشر فيها، عبر حلفاء وأتباع فرنسا في الداخل.
في نهايات شهر آب خرج سكان بوركينا فاسو باحتجاجات تندد بالأوضاع المعيشية والأمنية المتردية في البلاد، وفي 6 أيلول أعلن عن مقتل 35 مدنياً وإصابة 37 جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت قافلة مؤن، وفي 14 أيلول قتل 8 عسكريين بهجوم مسلح في الساحل الشمالي، ثم في 27 أيلول قتل 11 جندياً وفُقد 50 مدنياً بهجوم استهدف قافلة مؤن أخرى في إقليم سوم.
أدت هذه العمليات الإرهابية بوتيرتها المتسارعة خلال شهري آب وأيلول، بالإضافة لاستهدافها الممنهج لقوافل المؤن، إلى تدني حالة عدم الرضا بشكل كبير جداً، وارتفاع التوترات، وفيما يبدو أن آمال القائمين والآمرين بهذه الأعمال التخريبية كانت تهدف لإشعال صراع داخلي، وربما حرب أهلية، وقع الانقلاب العسكري بشكل مخالف لهذه التطلعات.
وعلى الرغم من عدم وضوح طبيعة المجموعة العسكرية الجديدة بقيادة تراوري التي استولت على الحكم بعد، إلا أنها اتهمت قيادة دامبيا بعدم أداء واجباته فيما يتعلق بمواجهة الحركات المسلحة الإرهابية في البلاد مثلما وعد، وأعلن تراوري أن دامبيا لجأ إلى قاعدة عسكرية فرنسية، ويخطط لهجوم مضاد، قبل أن تنفي فرنسا هذا الامر. وخلال هذه الأثناء خرجت تظاهرات أمام السفارة الفرنسية، ورشقوا المركز الثقافي الفرنسي بالحجارة، وطالبوا بخروج الجنود الفرنسيين من البلاد.
وكان من الملفت ردود الفعل الإقليمية والدولية على الحدث، فبينما أعلن الاتحاد الإفريقي دعوته للجيش البوركيني بكافة أقسامه بالامتناع فوراً عن أية أعمال عنف، أو تهديد للسكان والحريات المدنية وتهدئة الأوضاع، اتفقت الخارجية الأمريكية وفرنسا والاتحاد الأوروبي على إدانة التغيير الذي جرى في السلطة، بما يشير بشكلٍ أولي عن عدم رضا منهم لما جرى، ويذكر أن بعضاً من الإعلام الأوروبي زعم ظهور أعلام روسية محمولة على أيدي المتظاهرين أمام السفارة الفرنسية، وبغض النظر عن صحة أو زور هذا الادعاء، إلا أنه مؤشر آخر يدل على اتجاه عدم الرضا نفسه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1090