العراقيون يحيون الذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين وسط توترات كبيرة
انطلق العراقيون يوم الأربعاء الماضي في موجة احتجاجات جديدة في العاصمة بغداد، بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس النواب، وحاولوا اقتحام المنطقة الخضراء التي تحتوي مقار حكومية وسط إجراءات أمنية مشددة.
سرعان ما تطورت التظاهرات إلى صدامات ومواجهات مع القوات الأمنية العراقية في ساحة التحرير، فضلاً عن مناطق أخرى، تخلل ذلك قصف عسكري استهدف المنطقة الخضراء من جهات مجهولة، مما استخدم ذريعة لرفع منسوب العنف والقمع تجاه المحتجين.
ثم عادت الاحتجاجات يوم السبت لإحياء الذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين بزخم أعلى، ومواجهات أشدّ أصيب خلالها 28 شخصاً قبل أن يجري تصعيد وصل حد رمي حجارة وقنابل مولتوف على جسر الجمهورية الذي يفصل ساحة التحرير عن المنطقة الخضراء، واستمرت المواجهات حتى اليوم التالي لتصبح حصيلة الإصابات 150 شخصاً من المتظاهرين والقوات الأمنية.
تأتي هذه الاحتجاجات في خضم أزمة سياسية وحكومية حادة في البلاد، وكانت احتجاجات الـ 28 نتيجةً لاستئناف مجلس النواب أعماله بعد الدعوات السابقة لحله والمضي نحو انتخابات جديدة، وبسبب الضغوط الشعبية والسياسية أقدم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على تقديم طلب استقالته، إلا أنه قوبل بالرفض من الأغلبية، بعد تأكيد تحالف السيادة على تمسكه به ودعوته بقية القوى السياسية لرفض الاستقالة.
تنذر هذه الموجة من الاحتجاجات بحال استمرارها بالشكل الحالي، على فتح فصل جديد دامٍ في الداخل العراقي ويهدد بنشوب صراع قد يصل لحدود عسكرية بين مختلف القوى السياسية، ذلك ما لم يتم الاتفاق على مشروع سياسي بخريطة واضحة تؤمن بديلاً حقيقياً للمنظومة القائمة، دون الوقوع في شراك الفوضى التي تحاول إشعالها الأطراف المعادية داخلياً وخارجياً.
كما تتهم بعض القوى العراقية، إيران باستهداف قوى كردية، في الوقت الذي نفذ الجيش الإيراني عدة ضربات استهدفت حسب المصادر الإيرانية «قوى مسلحة معادية» في إقليم كردستان العراق، والذي يشكل بحد ذاته محفزاً جديداً للتوتر في المنطقة، فمن جهة تنشط الاستخبارات الصهيونية والأمريكية في الإقليم وبشكلٍ مكشوف، مما يشكّل تهديداً لإيران والمنطقة، ويسمح لهذه الأطراف باستغلال أي توتر جديد، ومن جهة أخرى سيكون لهذه المعارك- في حال توسعت أكثر- امتدادات واسعة في العراق وإيران وسورية وتركيا.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1090